بكل سهولة الكل يعرفها فنانة لمعت كثيراً بل أجادت في لعب الأدوار، جميلة في أدائها ونجمة رائعة تمكنت بوقت قصير لفرض اسمها ليكون الأول بين من سبقها في مجالها الفني، إنها زينب العسكري الفنانة التي اعتمدت صورها على أغلفة المجلات لتكون السبيل الأقصر للتوزيع، قدمت أعمالها متواصلة وفرضت نفسها على المنتجين والمشاهدين حتى أصبحت النجمة الأولى جماهيرياً زينب العسكري تخوض الآن معترك نتاجها الأول ككاتبة ومنتجة وممثلة في عملها الأهم (عذاري) والذي عرض على عدد من القنوات التلفزيونية، حاورنا زينب لنتعرف على مغامرتها الأولى ودخولها في طرح العديد من القضايا المهمة، كما حدثتنا عن المرأة وخصوصيتها في عذاري وجرأتها في طرح العديد من القضايا المهمة ورفضها للعديد من الأعمال المهمة في الخليج العربي وهو ما تعود الجمهور أن يشاهد زينب العسكري في العديد من المسلسلات، زينب العسكري أو(عذاري) كانت معنا في مناقشة عن عملها الأهم(عذاري) فدعونا نستمتع به معكم عبر (ثقافة اليوم): هل يعتبر ما تقدمه الفنانة زينب العسكري في مسلسل (عذاري) شجاعة ومغامرة لدخول الإنتاج والتأليف والتمثيل في وقت واحد؟ - نعم توجد لدي الثقة الكاملة بان المشاهد والجمهور إذا وجد لدى زينب العسكري الشيء المميز والعمل الملموس الذي يناقش سلبيات المجتمع الذي يعيشون فيه بكل تأكيد انهم سيحترمون ما أقدمه وأكون بالفعل قدمت لهم عملا مميزاً، وفي العام الماضي قدمت لهم أربعة أعمال بمستوى جيد لكنها تعتبر أعمال مكررة وسبق وان قدمتها وبالتالي ما أقدمه في عذاري يعتبر مكسبا كبيرا بالنسبة إلي وذلك لأنني أقوم بأدوار مزدوجة منها التأليف والإنتاج والتمثيل وحاليا أنا التي أقوم بالمونتاج، وهذه الأعمال تعتبر متعبة جداً ولكن أتمنى أن تكون ايجابياتها كبيرة بالنسبة لي كممثلة ومنتجة ومؤلفة وكذلك للجمهور الذي يتابع العمل في عدد من القنوات الفضائية. اللغة الدرامية والطرح الجريء والمباشر، وهو ما تقدمه زينب العسكري في عذاري..ألم يسبب لك حرجاً كمؤلفة ومنتجه وممثله؟ - لا أبدا فأنا حاولت أن اقدم اللغة الدرامية بشكل الأحداث الاجتماعية بعيداً عن الحوارات الخيالية وهذا ما يبحث عنه المشاهد الذي دائما وأبدا يحب أن يرى سلبيات مجتمعه تعرض لتناقش حول الشاشة، ولهذا يعتبر ما أقدمه يختلف كليا عن ما قدم من رؤيا خيالية والبعد عن المجتمع وبلا شك هذه المواضيع هي التي تفيد المشاهد وبالتأكيد هو ما يبحث عنها، إذا ما هي الرؤيا التي ميزت مسلسل عذاري، خصوصاً انك من قام بتأليفه وكذلك بطلة للمسلسل؟ - هناك سلبيات في مجتمعاتنا العربية لم يجرؤ أحد على مناقشتها وبالتالي أنا وجدت من هذه السلبيات مخرجاً للبحث عن حلولها عبر الشاشة، وعلى سبيل المثال موضوع الفنادق وهو موضوع مهم وموجود بيننا ونعاني منه كثيرا وفي اكثر من منطقة وليس بالخليج وحسب بل في غالبية الدول واستغلال هذه الفئة من الفتيات بشكل واضح، ومن فجر الفكرة في رأسي أنني التقيت بأحد الفتيات وذلك في أحد الفنادق خارج البحرين وكانت تعاني من مشكلة خطيرة وطلبت مني أن أساعدها وتريد أن تسافر بسبب ما يحصل لها من استغلال لشخصها وظروفها المادية سيئة فهي تريد أن تخرج من هذه الورطة بأي شكل من الأشكال وهذا الموضوع اثر في نفسي بشكل كبير لان هذه الفتاة كانت صغيرة جدا وتحاول أن تتخلص من هؤلاء المسيطيرن عليها وهذه القصة واقعية وقد لامستها بشكل جاد وحدثتني بما يحصل لها من تجاوزات يشيب لها الرأس وهذا ما تعانيه فتيات الفنادق وهذا هو الواقع لكن !! هذا لا يعمم على كافة الفنادق فهناك من يحترم الناس ويتعامل بالسياحة النظيفة ومنهم من يأتي بعكس ذلك من تشويه وتدمير للفتيات ولمستقبلهم، وبالتالي هناك فرق بينهما والطرح هو أن هذه القضية موجودة بيننا ولم يجرؤ أحد أن يناقشها مطلقاً برغم أن هناك فتيات مازالوا يعانون من هذه القضية إلى وقتنا الحاضر. من وجهة نظرك ككاتبة لمسلسل(عذاري) كيف كتبت عن هذه المعاناة أو ضعف المرأة؟ - ربما تأتي كمطربة أو راقصة وتتحول إلى انسانة ثانية يستغلونها لضعفها المادي وأنا لا أريد أن تستغل المرأة لضعفها، ثم ان الجميع ومن دخل للوسط الفني أو أي أمرأة تعمل يكون لها أهداف إما ثقافية وتعليمية او زيادة الدخل المادي وتريد أن تعتمد على نفسها وتكون في حالة مادية سيئة تحيط بها وبالتالي تلجأ لمساعدة أهلها، وليس شرطا إذا عملت المرأة أن تكون متحررة بالزيادة ولا العمل أحيانا أن يكون إجبارياً على الشخص أن يضحي بحياته وبالعمل الذي يكون عبئاً عليها ولهذا المرأة لا تعمل إلا إذا كانت محتاجة ماديا أو تريد أن تثبت نفسها أمام أهلها أو مجتمعها. إذا هناك أهداف اجتماعية من مسلسل (عذاري) قمت بعرضها دون تجرد؟ - نعم فموضوع عذاري هو موضوع المرأة التي تحاول أن تهيئ لاهلها حياة كريمة لوالدها ولأخيها والتي لا تريد أن يتهور أو يلجا لأمور أخرى ولذا هي تحاول أن تجعل لهم حياة كريمة حتى لو كان المبلغ الذي تأخذه مبلغاً بسيطً، فهذا الهدف وان أوجد في المسلسل فهو لغرض أن عمل المرأة ليس بالتحرر ولكن هناك ضروف تجبرها والمؤكد أن هناك إثبات للذات وهذا ربما يكون طرحاً مميزا بين ما يعرض على الشاشة. سبق و قلت إن عذاري جزء مني. إذا هناك تشابه كبير بين زينب العسكري وشخصية عذاري؟ - أكيد وهناك ضروف كثيرة متشابهة بين عذاري وبيني خصوصاً شخصيتها لأني لا أريد أن يتهجم علي أو يغلط علي شخص ما إلا وتجد الرد السريع في نفس اللحظة، أيضا هي ضعيفة من الداخل ولكنها تبقى قوية من الخارج خوفا من استغلالها أو يمحور ضعفها لأشياء أخري وهذه الأشياء متشابهة أو موجودة في شخصيتي الطبيعية وهذا الشيء ينطبق على النساء فهن ضعيفات من الداخل. ما هي علاقة الشخصيات الأخرى بالمسلسل سواء لعذاري أو لزينب العسكري؟ - كافة الأمور والشخصيات في المسلسل هي لاناس قريبين مني وأنا لا أستطيع أن اعمل قصة حياتي لأنها عادية ممكن فيها توفير لقمة العيش لأهلها وهذا متشابه بيني وبينها وأنا دائما اضغط على أخي للعمل والاهتمام بالدراسة وعدم إهمالها، ولكن الأمور الأخرى أحاول أن أناقش مشاكل الناس القريبين مني ويمكن ألان لما قدم العمل هم أيضا ارتاحوا وكانوا سعداء منى لاني حاولت معالجة مشاكلهم الاجتماعية والتي لم يتجرأ أي فنان لتقديمها. الملاحظ أن كل ما يدور بالمسلسل هو لأجل المرأة فقط؟ - طبعاً لان الروح المتواجدة في العمل من كتابة أو غيرها هي من فكري ووحيي والمشاهد بإحساسه وبشكل واضح يتضح له هذا الشيء وهو أن للمرأة حضورها في العمل والواضح اكثر أن القصة نسائية وليست رجالية ولن يكتب للمرأة إلا المرأة فهي بالتأكيد الأعرف والأجدر بهذا الشيء. حدثينا عن ابرز المسلسلات التي عرضت لك وتم رفضها من اجل عذاري؟ - هناك عمل مع الكاتبة فجر السعيد وكذلك اللقيطة المفروض أن اعمل معهم ولكن اعتذرت أيضا هناك عمل مع حسن العسيري وكنت سأبدأ فيه ولكن الوقت لم يكن جيداً معي وفي الكويت عرضت علي أعمال كثيرة ولكن عذاري كنت فيه كاتبة ومنتجة وممثلة وهذا بالتأكيد اخذ مني الوقت الكثير وهو الذي جعلني اعتذر عن هذه المجموعة الكبيرة من الأعمال، ليس لرداءتها ولكن هناك ما قدمته سابقا والبعض لم يسعفني الوقت لمشاركتهم وذلك لارتباطي بمسلسل عذاري الذي اخذ مني الوقت الكبير، ولك أن تتخيل إن ارتباطي به كان من زمن والتهيؤ لكتابة الأفكار ومن ثم القصة والإعداد والإنتاج والتمثيل اخذ وقتاً كبيراً وهذا هو السبب وراء رفضي لهذه المجموعة والتي كان في غالبها الجودة ولم يكن رديئاً، رفضت كل العروض مع فجر السعيد وأبناء المنصور وطاش وغيرها من الأعمال، ألم يكن خسارة بالنسبة لك مقارنة لعذاري؟ - طبعاً أنا رفضت الكثير من العروض من اجل عذاري ولكن أنا عملت لمسلسلي، وبصراحة اعتبرها ثلاث مسلسلات دفعة واحدة وجهد كبير فهو من إنتاجي وتمثيلي وكتابتي وتعبت فيه كثيراً ولو شاركت بمسلسل آخر سيكون تفكيري مشتت، وتخيل أنني لما أتغيب عن العمل واسافر للتوزيع تنتابني حالة نفسية واتمنى أن أعود للبحرين بأي شكل من الأشكال لاتابع الأمور الأخرى وذلك لأنني المشرف العام عليه وليس الاسم يكتب على الشارة فقط، فانا التي اتدخل في كل صغيرة وكبيرة أتناقش مع الجميع في كل شيء لانه في النهاية باسمي وأنا التي سأعاتب مستقبلاً إذا فشل العمل، والحقيقة انه شيء مرعب إذا كنت في هذا المكان ولهذا التركيز على عملي سيكون الأفضل بالنسبة إلي ورفضي للأعمال الأخرى ليس لأجل أن العروض كانت اقل بل لان العمل اخذ كل جزء فيني وكل وقتي فكان من الصعب علي أن انسق للأعمال الأخرى واعتبر نجاحي في عذاري هو المكسب المهم بالنسبة لي شخصياً. بعد عرض عذاري في عدد من القنوات الفضائية، ألم تصلك ردود الفعل من المشاهدين؟ - بكل تأكيد الردود تصل مباشرة لي شخصيا وهم يشاهدون عذاري على أربع قنوات وبشكل متواصل واصبح لديهم حب في عمل زينب العسكري لأنني قدمت لهم عملاً يليق بهم وبالتالي أصبحت مشاهدته متواصلة على هذه القنوات، وبلاشك هذا كان دافعاً لي بان لا اقدم إلا العمل المتميز وخصوصاً إذا كانت هذه الأعمال من أفكاري وإذا كانت بهذه المواصفات سيكون إبداعي بشكل اكبر واكثر، أيضا لا ننسى بان كل شخصية في عذاري هي بالأصل جزء مر في حياتي سواء من بعيد أو من قريب وبالتالي لابد لي وان أبروزه بالشكل الذي أنا شاهدته، وهذا ما جعله متميزاً بأفكاره ومناقشته للقضايا الاجتماعية غير المطروقة من قبل والتي اعتبرها البعض جراءة في الطرح. مسلسل عذاري عرض على قناة البحرين وابوظبي وكذلك قطر وقناة وانفنتي، هل تم بيعة على تلك القنوات؟ - نعم كل قناة عرضت المسلسل بكل تأكيد دفعت مقابله ماعدا قناة البحرين فأنا قدمت لتلفزيون البحرين مسلسل عذاري كإهداء فهذا جزء بسيط من رد الواجب فهم قدموا لي الأجهزة وفرغوا لي الفنيين وقدموا لي خدمات كبيرة لا تنسى، ثم أنا لأول مرة في مشواري الفني أن انتج مسلسل عن طريق مكتبي(بنت المملكة) وقد طلب مني أن انتج هذا العمل خارج البحرين إلا أنني رفضت ذلك فأنا بنت البحرين والأجدر بي أن اقدم هذا العمل إهداء بسيطاً لمملكتي البحرين، ثم لا ننسى أن عدداً من القنوات طلبت مني عرض المسلسل بعد رمضان وان شاء الله سيتم الاتفاق معهم لاحقاً.