يفترض أن يكون الأدب الشعبي مزيجاً بين الشعور والكتابة والقراءة النقدية. ويفترض أيضاً أن يكون هناك تنويعاً دون الرتابة والمألوف الذي نحن عليه منذ زمن. موروثنا الشعبي بما يحمله من أدوات ما هو إلا دلالة واضحة على ما نتميز به من خلال ما يحتويه من أنواع وأقسام، لعل البارز منها الآن الشعر في زمن الشعر.. وكثرة الشعراء والقصائد التي تزدحم بغية النشر دون النظر إلى أهمية الكتابة في موروثنا الذي يجب أن يبقى معنا في إعلامنا الشعبي. ولدينا في الحقيقة من يملكون أقلاماً ناضجة في كتابة الموروث ولدينا أيضاً من لديه القدرة في قراءة الموروث ونقده. غير اننا ومنذ فترة لم نعد نرى لهم أي تواجد ربما لزحمة الشعر أو ربما لعدم الاهتمام. موروثنا الشعبي يحتاج منا إلى وقفات صادقة في كتابته ويحتاج منا أيضاً إلى إبرازه دائماً من خلال صحافتنا الشعبية التي تهتم بأدبنا الشعبي بشكل عام ومن هنا يأتي الدور المأمول من كل محرر شعبي ولدينا في الحقيقة من استطاع إبراز ذلك الموروث من محررينا الشعبيين ولعلي هنا أشير إلى أنه ليس كل محرر يدرك تلك العملية تمام الإدراك إلا القليل ممن لهم الخبرة الطويلة في مجال الإعداد للصفحة الشعبية والذين يملكون الحس الكتابي والإعدادي، بل يملكون أدوات يصيغون بها الموروث كتابة وشرحاً. إن عملية كتابة الموروث ما هي إلا حفظ وتدوين لما هو عليه أدبنا الشعبي وكلنا يدرك بأن هناك باحثين يهتمون بصياغة الموروث وحفظ آدابنا الشعبية المختلفة وهم أيضاً يقدمون الكتابة والجمع والعرض. ولكن تأتي هنا أهمية حضور الصحافة الشعبية التي من خلالها نصل إلى كل المتلقين والمتابعين، ولدينا بعض الصفحات الشعبية التي تُقدم تلك الكتابة في ذلك الأدب بأقلام مهتمين على الرغم من قلتهم إلا أنهم يسهمون بجدية وفعالية في كتاباتهم وما يتناولونه من مواضيع يحاولون من خلالها الوصول إلى ما هو جديد ومفيد للقارئ، وقد نجد هنا بعض المفارقات إذ أننا قد لا نجد متابعة واهتماماً من البعض وهذا يعود لمتابعة القارئ لما يُنشر من قصائد وشعر. ويبقى أن يكون الاهتمام الكتابي علامة بارزة على مساحات صحافتنا الشعبية ليكون موروثنا الشعبي بارزاً دائماً وفي الأذهان. أخيراً: تاه المسا.. ضاعت معالم سنا الضي جاعت عيون ومات في موقها النور