جميل أن تفرد مساحات كبيرة للشعر، وجميل أيضاً أن يظل الشعر ذا علاقة وطيدة بين الشاعر والمتلقي دائماً في زمن الأدب الراقي. والجميل الرائع هو أن تتوج كل تلك الأشياء بصحافة شعبية راقية تتكيء على روح الفهم الصحيح والصدق والأمانة. وصلت صحافتنا الشعبية إلى مستوى كبير من الإمكانيات والتقنية إستطاعت أن تصل بها إلى داخل المتلقي، بل أصبح لها قاعده جماعيرية كبيره تتابع وتقرأ وتشاهد، ولكننا عندما نتحدث عن تلك (المساحات) (العريضة) التي يفردها القائمون على التحرير الشعبي في المطبوعات المختلفة والتي بها جزء كبير للأدب الشعبي فإنه يجب أن نقول أنها مساحات جانبت المصداقية إلى حدٍ ما والدليل على ذلك هو العكس الذي نجده من خلال (مساحات) (صغيرة) يحظي بها الكثير من الشعراء المبدعين الذين ليس لهم علاقة بمتسيدي التحرير في تلك المطبوعات. تطالعنا في الحقيقة العديد من المطبوعات الشاملة ونتأمل في أجزائها التي تختص بالأدب الشعبي من شعر ونثر فنجد تلك المساحات الكبيرة والصغيرة فنجد سيطرة وتسيد.. ويتساءل الكل.. لماذا..؟ تفرد مساحات كبيرة لقصائد لانرقي إلى مستوى النشر الفعلي وتقدم بالهائل من العبارات والإطراء كل ذلك على حساب الشاعر المبدع الذي لاحول له ولاقوه بل يحظى بسطر واحد في صفحات القراء أو ملحق القراء الذي يطالعنا به محرر القسم الشعبي في تلك المطبوعة. إن عملية المساحات تلك باتت هي السيد القوي الذي يسوق المطبوعة خصوصاً إذا نظرنا إلى صور أغلفتها ومابداخلها من لقاءات فنية وشعبية تفننت فيها تلك المطبوعة وذهب الجيد أدراج الرياح. في زمن الشعر لابد أن ندرك تماماً أن الجميل دائماً يبقى جميلاً وأن الرقي الأدبي هو مطلب أساسي لابد من التعامل به إضافة إلى الأمانة والمصداقية في الصحافة الشعبية التي باتت الآن تمر بمرحلة متطورة ومتقدمة مع دخول التقنية الحديثة وإزديات القنوات الأدبية، ومن هنا يبقى أن تكون مساحات الشعر تتسم بالمصداقية البعيده عن أي إعتبارات أخرى قد تخل بذائقة المتلقي وفي نفس الوقت مساحات الشعر يفترض أن تكون لكل ماهو جميل ومبدع في سماء الشعر والكلمة دون النظر إلى الأسماء.