في كل مرة يتعثر النصر تصوب سهام النقد تجاه المدرب داسيلفا فمنذ الموسم المنصرم ورأسه وحده ترمى عليه سهام النقد من النصراويين أنفسهم، مقتنع أن داسيلفا أقل من ابن جلدته كارينيو، إمكانات وقدرات لكنني مقتنع أنه مدرب قادر على أن يواصل قيادة "الأصفر" إلى منصات الذهب، في تشكيلة داسيلفا التي بدأ بها الموسم ينقصها عبدالله العنزي وحسين عبدالغني وأحمد الفريدي وإبراهيم غالب ومحترفان أجنبيان، هذه النواقص كافية لهدم قوى أي فريق في العالم، وإن أتخذ كارينيو مقعداً على دكة البدلاء أو حتى غوارديولا فلن يكونا قادرين على سد فراغ الغيابات الكبيرة. لا يمكن أن ينجح داسيلفا طالما بقي هو الهدف الأول في أعين مدرجات النصر فمع كل إخفاق أو عثرة سيكون هو المتهم الذي وجبت محاكمته، لكن الواقع مختلف كلياً فإدارة النصر وعلى وجه الخصوص الأمير فيصل بن تركي يتحمل كل ما يحدث في الفريق من فشل الأجانب إلى تأخير التدريبات وصولاً إلى استهتار بعض اللاعبين وابتعادهم عن مستواهم. يعلم البعيد عن أسوار النصر أن المهاجم مورا كان أحد خيارات داسيلفا منذ فترة الانتقالات الشتوية لكن فشل الإدارة من التوقيع معه جعلها تستبدله بالإكوادوري ويلا الذي سجل فشلاً ذريعاً في النصر ومع بداية الموسم جدد داسيلفا طلب التعاقد مع مورا لكن ذلك لم يكتمل، وحتى تأخير تدريبات الفريق ما كان لإدارة النصر أن توافق عليه خصوصا أن الجهاز المساعد وصل إلى الرياض في الوقت المحدد سلفاً لكنها أقرت رأي داسيلفا أو فرضت عليه رأيها وكلا الخيارين خاطئ. لا يمكن نسف الجهد الذي بذله الأمير فيصل بن تركي في إعادة النصر لمنصات التتويج وفي الوقت نفسه لا يمكن إغفال كم من المبالغ صرفت لعودة "الأصفر" وكم من الديون مازالت في ذمة خزائن النصر؟ ولا يمكن مناقشة ذلك في هذا الوقت من الموسم لكن المهم أن يدرك الرئيس أن عودة الفريق إلى المنصات المحلية لعام أو عامين ليست هي منتهى طموح جماهير النصر والفريق الذي يملكه النصر حالياً يكاد يكون جاهزاً لتحقيق طموح النصر في البطولات المحلية والخارجية لو نجحت إدارته في ملف اللاعبين الأجانب، الذي يعد قضية كل موسم إلى جانب وضع لائحة إدارية للاعبي الفريق تطبق بحق الجميع من دون تميز بينهم. وقد سبق إلى تطبيقها خالد البلطان إبان رئاسته الشباب وليس عيباً أن تقتدي إدارة النصر باحترافية البلطان في العمل الإداري، فتظل الإدارة هي صاحبة المسؤولية الأولى في كل ما يحدث للفريق، وعليها قبل محاسبة المدرب أو تحميله المسؤولية أن توفر له كامل احتياجاته وتمنحه الصلاحيات وتسنده في قراراته وعقوباته ضد اللاعبين، وبعد ذلك يحق لها محاسبته حين الإخفاق. لا يمكن أن تظل سياسة الإدارة كل عام إقالة المدرب في مطلع الموسم بعد أن يخسر الفريق بطولة السوبر حتى يحقق لقب الدوري فهذا الأمر إن حدث العام المنقضي لا يمكن أن يكون سيناريو كل موسم يعيشه النصر.