بعد أن فقد الشباب الأمل تماماً في المنافسة على بطولة الدوري إثر النزيف النقطي الحاد الذي لازم الفريق في المباريات الأخيرة التي من خلالها حصل على نقطتين فقط من أصل اثنتي عشرة نقطة كانت كفيلة بجعله ينافس على صدارة الترتيب، وبعد أن كان محبوه يعقدون أمالاً عريضة بالعودة للمنافسة على لقب الدوري عقب تحقيق كأس السوبر في افتتاح الموسم الرياضي أمام النصر. بعد هذا أعتقد أن على الجهازين الفني والإداري في الشباب وتحديداً البرتغالي باتشيكو أن يتدخل مباشرة لتعديل كثير من الأخطاء الكبيرة التي أسهمت في هذا التراجع المخيف ورمت بالفريق من المرتبتين الأولى والثانية إلى الخامسة. وأجزم بأن المشجع الشبابي أو أي متابع رياضي يشاهد الفريق يعرف نقاط الضعف الواضحة التي أخلت بتوازنه وجعلته بهذه الحالة من الضعف، والخمول، ويأتي من أبرز هذه النقاط خط الظهر الذي يحتاج لتدخل جراحي عاجل يبدأ في الاعتماد على رباعي ثابت لا يتغير إلا بسبب الظروف الطارئة كالإصابات والإيقافات ولعل وجود المدافع الغاني الدولي محمد أوال فرصة مواتية ليكون الاسم الأول، والأبرز في القائمة الرئيسة إلى جوار الأردني خطاب أو ماجد المرشدي، أو إعطاء الشاب عامر هارون الفرصة للمشاركة حتى يأخذ ثقة عالية بنفسه، إضافة إلى عمل تنظيم دفاعي جيد يضمن ترابط خط الظهر وتجانس عناصره من خلال التدريبات المكثفة، ومن أمام هذا الرباعي يسعى المدرب لعمل ساتر دفاعي قوي، ومترابط يتمثل بمحاور دفاعية فاعلة تجيد الأدوار الدفاعية باقتدار كما يفعل الشاب عبدالرحمن الخيبري والذي أبان مقدرة فنية كبيرة خلال مشاركته في اللقاءين الماضيين حيث ظهر سداً منيعاً أمام خط الدفاع بتميزه لقطع الكرات، والمتابعة اللصيقة للمتقدمين من هجوم الفرق المنافسة للحد من خطورتهم، وكان يحتاج لتواجد لاعب آخر بمواصفاته ولعل الشاب نادر المولد يمتلك الكثير ليقدمه على أرضية الميدان متى ما أتيحت له الفرصة كما فعل الموهوب عبدالعزيز البيشي الذي قدم كثيرا من جماليات كرة القدم حين مشاركته البسيطة أمام هجر. أما حراسة المرمى فهي بحاجة لقرار فني جريء طال انتظاره من جماهير الشباب يتمثل في إشراك الحارس القدير محمد العويس وهو الاسم البارز على مستوى المنتخبات السنية كالشباب، والأولمبي بل حتى وهو يشارك الفريق الأول بالنادي في مناسبات قليلة سابقة لما يمتلكه من إمكانات بدنية وفنية ممتازة، وأكثر ما يخشاه عشاق "الليث" أن تساهم دكة البدلاء في قتل موهبة الحارس العويس الذي انتظر طويلاً ليحصل على فرصة تمكنه من إبراز ما لديه من قدرات تؤهله ليكون الحارس الأول. الصوت في الشباب يعلو كثيراً في الفترة الأخيرة ويطالب بإعطاء عدد من العناصر الشابة الفرصة كاملة وهي الأسماء التي قتلها الانتظار، وأصابتها الدكة بالإحباط خصوصاً مع تراجع عطاء كثير من اللاعبين أصحاب الخبرة كوليد عبدالله، وأحمد عطيف، وعمر الغامدي، وسياف البيشي، وعبده عطيف، وعبدالملك الخيبري. ولن يجد الجهاز الفني بل حتى الإداري أفضل من هذه الفرصة في ظل ابتعاد الشباب عن المنافسة على بطولة الدوري، وأظنها فرصة مواتية لظهور عدد من المواهب الشابة والمميزة التي تمتلك مخزوناً كبيراً من المهارات الفنية، والقدرات الكروية التي تمكنها من إثبات أحقيتها بالمشاركة.