أعلن وزراء الداخلية الأوروبيون عن اجتماع طارئ في منتصف سبتمبر لبحث كيفية مواجهة أزمة تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وذلك بعدما تكثفت الدعوات في أوروبا من أجل التصدي لهذا الملف الذي يزداد تفاقما. وأعلنت حكومة لوكسمبورغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن وزراء داخلية الاتحاد سيعقدون اجتماعا طارئا في 14 سبتمبر في بروكسل بهدف "تقييم الوضع على الأرض والتحركات السياسية الجارية ولبحث الخطوات المقبلة لتعزيز الرد الأوروبي". وكان رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي أكد يوم الأحد أن بلاده ستجعل من الحصول على حق لجوء في أوروبا "معركة الأشهر المقبلة"، وقال رينزي "على أوروبا أن تبدأ التحرك.. علينا أن نختار أن يكون لنا سياسة هجرة أوروبية مع حق لجوء أوروبي". إيطاليا تطالب بسياسة هجرة موحدة.. وسويسرا تعتزم تقديم مساعدة لدول البلقان لمواجهة تدفق اللاجئين بدوره، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد إن المهاجرين "الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع يتعين استقبالهم ومعاملتهم بكرامة وإيواءهم وتقديم العلاج لهم"، وأعلنت سويسرا أنها تعتزم تقديم مساعدة مالية لدول البلقان لدعمها في مواجهة تدفق أعداد كبرى من المهاجرين في محاولتهم الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موقف بعض دول شرق أوروبا بدءا بالمجر وعدم تعاونها في حل أزمة المهاجرين الذين يتدفقون بالآلاف على دول الاتحاد الأوروبي، وقال فابيوس "عندما أرى أن بعض الدول الأوروبية ولا سيما في الشرق لا توافق على حصص توزيع المهاجرين أجد ذلك مشينا"، داعيا المجر إلى إزالة الأسلاك الشائكة التي اقامتها على حدودها مع صربيا والتي قال إنها "لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة"، واعتبر انه يتعين بالتأكيد على المجر تفكيك هذا السياج وعلى الاتحاد الأوروبي أن يجري "مباحثات جدية ومتشددة" مع القادة المجريين. في المقابل أعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو في بيان انه استدعى الاثنين ممثلا عن السفارة الفرنسية في بودابست وذلك إثر الانتقادات "الصادمة" الأحد لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للسياج الذي اقامته المجر على حدودها للتصدي للمهاجرين غير الشرعيين. وأراد الوزير المجري بذلك توضيح موقف بلاده من هذه المسالة. وقال الوزير في البيان "بدلا من الأحكام الصادمة والتي لا أساس لها، علينا أن نتشاور للبحث عن حلول مشتركة لأوروبا"، وأكد أن "تصريحات (لوران فابيوس) لا يمكن أن تمر دون رد وهذا هو سبب استدعاء ممثل للسفارة الفرنسية إلى وزارة الخارجية الاثنين ليقدم له رسميا موقف المجر". من جانبها، أعلنت الشرطة المجرية أنها اعتقلت مشتبها به خامسا بارتكابه جريمة اتجار بالبشر، على صلة بقضية الشاحنة التي عثر عليها الأسبوع الماضي متروكة إلى جانب طريق سريعة في النمسا وقضى فيها 71 مهاجرا اختناقا على الأرجح. ومأساة الشاحنة، بالإضافة إلى غرق مركب في المتوسط أودى بحياة 111 شخصا الخميس، كانا بمثابة تذكير بفشل أوروبا في التعامل مع تدفق مئات آلاف المهاجرين. وذكرت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين أن أكثر من 300 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ يناير هربا من النزاعات في إفريقيا والشرق الأوسط، كما أن الملايين متواجدون داخل مخيمات في تركيا والأردن ولبنان. وأعلن الهلال الأحمر الليبي الأحد بدء عملية انتشال سبع جثث على الأقل وصلت إلى شاطئ مدينة الخمس شرق طرابلس، تعود إلى مهاجرين قضوا بعدما كانوا على متن مركب غرق في هذه المنطقة، ولم يعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن هذا المركب. وكان عشرات المهاجرين لقوا حتفهم الخميس اثر غرق مركبهم قبالة مدينة زوارة على بعد نحو 160 كلم غرب طرابلس. وإذا كان المهاجرون يسعون للوصول إلى اليونان، فإن أعدادا كبيرة منهم تمر في دول غرب البلقان، للدخول إلى المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث دعت مقدونيا إلى إعلان حالة طوارئ قبل أسبوعين. وانطلاقا من المجر، تحاول غالبية هؤلاء الوصول إلى أوروبا الغربية، وخصوصا ألمانيا والسويد. وفي مسعى لمنع دخول المهاجرين، أقامت المجر سياجا من الأسلاك الشائكة على حدودها الممتدة على 175 كلم مع صربيا، مع حراسة من شرطة الحدود والكلاب ودوريات مزودة بسيارات دفع رباعي، لكن السياج الذي تكون من ثلاثة أطواق من الأسلاك الشائكة فشل في منع عبور المهاجرين، ما حدا بالحكومة المجرية إعلانها بناء جدارا بطول أربعة أمتار، كما ستشدد العقوبات على الأشخاص الذين يدخلون بطريقة غير شرعية.