أحدث مرض أنفلونزا الطيور تغيراً في أنماط المستهلكين المحليين للدواجن، حيث فضلت الغالبية الإستغناء عن إستهلاك الدجاج والتحول إلى لحوم الأغنام والأبقار، تخوفاً من التعرض للمرض، في حين فضل آخرون استهلاك الدواجن المحلية لقناعتهم بسلامتها من الأمراض، فيما غابت المخاوف لدى البعض من دخول المرض إلى البلاد نتيجة الإجراءات المشددة التي اتخذتها الجهات المعنية في هذا الخصوص. ورفع عثور الكويت على طيرين مصابين بأنفلونزا الطيور, وهي أولى الحالات التي يعلن عنها في الدول الخليجية، حدة المخاوف لدى المستهلكين وهيمنت الأحاديث الخاصة بطرق انتقال المرض وسبل الوقاية منه على أحاديث المجالس السعودية. وكان وكيل وزارة الزراعة البحريني كاظم الهاشمي، قد حذر منتصف الشهر الماضي من احتمال انتقال مرض انفلونزا الطيور إلى الخليج العربي بسبب مرور خط تحليق الطيور المهاجرة عبر بعض دوله. وزادت مخاوف المستهلكين بعد ان شرعت وزارة الزراعة في الكشف على دواجن إحدى المزارع في جنوب غرب البلاد بعد ان ابلغ صاحبها عن «نفوق سريع» وظهور عوارض «سعال وإغماء» عليها، بالرغم من تأكيد المسؤولين أن هذه الحالة لا علاقة لها بمرض انفلونزا الطيور، وعدم تسجيل أي حالة اصابة حتى الآن. وأكد ل«الرياض» مجموعة من المستهلكين، أن سرعة انتشار المرض الذي يخيم شبحه على العالم ووصوله أخيراً إلى الكويت يبعث بالمزيد من المخاوف في أن تجلب الطيور المهاجرة إلى المنطقة هذا المرض، الأمر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحذر من استهلاك الدواجن . وقال عبدالله العلي «استهلاك المواطنين والمقيمين للدواجن انخفض عن ماكان عليه قبل ظهور المرض، وهناك توجه كبير للحوم بالرغم من الفارق السعري بينها وبين الدواجن.. اننا مضطرون لذلك لحين القضاء على هذا المرض». ويضيف تركي الحربي، ان الجميع يخشى من وصول مرض انفلونزا الطيور إلى المملكة والتي ليست بمنأى عن العدوى، مؤكداً ان الجهات المختصة أعدت خطط طوارئ وقامت باعتماد العديد من الإجراءات الوقائية لمواجهة المرض، الأمر الذي يقللّ من أية مخاوف لدى المستهلكين . وأشار إلى أن الأنماط الاستهلاكية تغيرت كثيراً لدى المواطنين والمقيمين، وأن المرض أثر على اختيارات المستهلكين بشكل كبير، حيث فضلت أقلية الاعتماد على الدواجن المحلية في غذائهم خاصة الطازجة منها، لاطمئنانهم بسلامة المنتج الوطني من الأمراض، في الوقت الذي تحول فيه الكثيرون إلى استهلاك اللحوم بشكل كبير. ويقول مستهلك آخر:« بالنسبة لي فقد امتنعت عن أكل الدجاج في الآونة الأخيرة بسبب المخاوف من آثار هذا المرض ». ويضيف، أن إتباع المملكة تدابير صارمة للوقاية من هذا المرض، ووقفها استيراد الدواجن من البلدان الموبوءة إضافة إلى فرض رقابة على مزارع الدواجن، ورغم ان التقارير الطبية أكدت ان المرض لا يصيب الإنسان من خلال أكل لحم الدجاج وان الفيروس يموت بمجرد تعرضه لدرجة حرارة عالية، إلا أن هذا الأمر لم يمنع المستهلكين من التحوط والابتعاد عن استهلاك الدواجن لفترة ليست معلومة. ويتخوف مستثمرون في قطاع الدواجن، ان يتعرض هذا القطاع لأزمة حادة بعد ان استعاض المستهلكون عن الدواجن بأغذية أخرى، مؤكدين أن الانتاج المحلي من الدواجن سليم ويخضع لرقابة مستمرة ومشددة. وينجم مرض انفلونزا الطيور عن فيروسات نزلات برد من الفئة الف (اتش5) التي يكون مصدرها الطيور والمسؤولة عن انتشار الوباء، ويكمن الخطر في الاتصال المتكرر مع الطيور المصابة. وتنتقل العدوى عن طريق الأعضاء التنفسية (استنشاق أو الإفرازات التنفسية).وبحسب تقارير طبية فإنه لا يوجد اي خطر في تناول لحوم الدواجن المطهية لأن الفيروس يموت في درجة حرارة 70 درجة كما تشير هذه التقارير .