مع بداية الجولة الأولى من (دوري عبداللطيف جميل) توقعنا في المجمل أن نشاهد مستويات مغايرة لما كانت عليه في الموسم الماضي تتصاعد فيها المستويات لننعم بالمتعة والارتقاء بالمستوى من البداية خصوصا من الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب فصُدمنا بما شاهدناه من مستويات باهتة وكأننا في فترة إعداد أولية لم ترتق إلى درجة المتعة والوصول بالمستويات لدرجة أفضل من المواسم الماضية، صحيح أن اللقاءات لم تشهد مواجهة الفرق الجماهيرية المرشحة لنيل اللقب، ولكن البوادر الأولية تعطينا الانطباع بلقاءات أقل مما كانت عليه في المواسم الماضية، والمشكلة أننا لازلنا مخدوعين بأننا أقوى دوري عربي! النصر بطل النسخة الماضية ووصيفه الأهلي افتتحا الجولة الأولى بتعادلين أشبه بالخسارة أمام هجر والتعاون، وعاد النصر من جديد ليخرج متعادلاً في لقائه الثاني أمام الصاعد من دوري الدرجة الأولى القادسية، ربما يقول قائل أن الوقت لايزال باكرا للحكم على مستويات الفرق وهذا غير صحيح؛ لأننا أمام أندية محترفة من المفترض أن لا تبدأ أولى مشاركاتها الرسمية إلا وقد وصلت استعداداتها الفنية للدرجة التي يكون الجانب الفني قد بلغ ذروته، وهذا ما لم يتم عند كثير من الأندية مما يعطينا المؤشر لخلل واضح لازلنا ندور في فلكه منذ أعوام وسيظل كذلك طالما من يدير هذه المرحلة من الاحتراف هم من الهواة ممن لا يملك بعضهم المؤهل الذي يساعده على التطوير وهذا الجانب انعكس سلبا على منتخباتنا الوطنية، وتسبب في استمرار تراجعها في التصنيف العالمي والابتعاد عن ألقاب القارة والتأهل لمونديال كأس العالم للأندية! الهلال أظهر عملا مميزاً من البداية، ووضح الفارق الفني بينه وبين البقية بدأت بوادر هذا العمل بتحقيقه بطولة السوبر مرورا بتميزه الآسيوي بفوزه العريض على لخويا القطري ونهاية بالجولتين الأولى من الدوري، ويأتي بعده بدرجة أقل الشباب والتعاون من الاستعداد الأفضل عن البقية والقادسية الصاعد الذي كان المفاجأة ولايزال وسيظل يثبت أنه النادي المنبع الأول للمواهب على مرّ الأعوام، أما البقية فمازالت تبحث عن نفسها وقضت جل فترة الإعداد بين الاستقطابات الجديدة التي كان لها الأثر السلبي على مستوياتها في بداية المشوار؛ لأن الاستمرار في التجديد بهذا الشكل الكبير في كل موسم من الأسباب التي تؤدي بأي فريق إلى حالة من عدم الاستقرار وبالتالي لا يتحقق التصاعد في المستويات! الاتحاد مازالت إدارته ومنذ عامين كاملين تكيل الوعود والعهود للجماهير بالعمل على تقديم اتحاد مختلف (يأكل الأخضر واليابس) ظهر الفريق على الرغم من فوزه على نجران ثم الرائد باهتا لا لون له ولا طعم ولم يرتق لحجم الأحلام التي زرعتها في نفوس جماهيره المتعطشة بعدما قامت بتسريح أكثر من عشرة لاعبين ممن بدؤوا من البراعم في النادي ومثلوا المنتخبات السنية واستبدالهم بلاعبين لا يزيدون عنهم في شيء أن لم يكونوا أسوأ لازالوا يحتاجون لمزيد من الوقت للمزيد من الانسجام وهذا مالم تفكر به الإدارة والذي كان حرصها على كثرة التعاقدات أكثر من حرصها على تقديم فريق ينافس على كل البطولات ناهيك عن التعاقدات الأجنبية بأربعة في الصيف ومثلهم في الشتاء والنتيجة في النهاية (لم ينجح أحد)!