رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوقيع رئيس جنوب السودان سالفا كير اتفاق إنهاء الصراع بجنوب السودان ووصف التوقيع بأنه خطوة مهمة وضرورية لإنهاء الصراع. وأثنى على جهود الوساطة التي بذلتها منظمة الإيقاد وجهودها الحثيثة لإنجاح محادثات السلام. وشدد الأمين العام، في بيان صحافي على ضرورة ترجمة الاتفاق إلى نهاية للعنف والمعاناة والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان. وحث الأطراف على العمل بحسن نية لتطبيق بنوده وبدء وقف إطلاق النار الدائم والسماح بحرية الحركة لبعثة الأممالمتحدة والعاملين في المجال الإنساني. من جهتهم يواصل المتمردون تشكيكهم بالتزام سلفاكير ببنود الاتفاق. لاسيما أنه كان قد عبّر صراحة عن رفضه لاستحداث منصب "النائب الأول للرئيس" ومنحه للمتمردين قائلاً إنه بمثابة "مكافأة على التمرد". وتنتقد حكومة جوبا كذلك خطط نزع الاسلحة في العاصمة وتعترض على الصلاحيات الممنوحة للجنة المراقبة والتقييم التي يقودها اجانب والتي سترفع تقاريرها الى المجتمع الدولي. وقال زعيم المتمردين ريك مشار ان تحفظات جوبا "تلقي بالشكوك" على التزام الحكومة. وقال مشار في اثيوبيا أمس "جميعنا لدينا تحفظات ولكننا لم نشوه توقيعنا بتحفظات لان ذلك يعني اننا نعيد فتح باب المفاوضات". واكد مشار على انه "ملتزم بتطبيق الاتفاق". من جانبها رحبت الولاياتالمتحدة، عرابة انفصال جنوب السودان عن الخرطوم في 2011، بتوقيع كير على الاتفاق وقالت انه يجب الالتزام بالاتفاق كما هو. وصرحت مستشارة الامن القومي الاميركية سوزان رايس في بيان من واشنطن "نحن لا نعترف باية تحفظات او اضافات لهذا الاتفاق". من جهتها دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما أمس الاطراف المتحاربين الى "الامتثال بدقة لبنوده وتطبيقها بصدق". وقال عدد من منظمات الاغاثة الرئيسية التي تحاول وقف الازمة الانسانية في البلد المضطرب، في بيان مشترك انه حتى لو تم تطبيق اتفاق السلام، فانه "لن يكون سوى بداية لرحلة طويلة وصعبة باتجاه السلام والمصالحة". ويعتقد ان عشرات الالاف قتلوا في الحرب التي شابتها اعمال قتل واغتصاب جماعي وتجنيد للاطفال للمشاركة في القتال. وذكرت لجنة الانقاذ الدولية ان "لن نعرف قيمة اتفاق السلام الا حين نرى كيفية تطبيقه فعليا". وقال جون هواري من منظمة "كير" للاغاثة ان "شعب جنوب السودان يحتاج الى اكثر من كلام. انه يحتاج الى التزام قادته لضمان ان يكون هذا السلام دائما وان ينتهي العنف وان تبدأ عملية المصالحة". ويحتاج اكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) الى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الاممالمتحدة التي حذرت من ان بعض المناطق مهددة بالمجاعة.