أكد د. توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد أنه لا يتعارض الانتماء للدين مع الانتماء للوطن، فالدين شيء أساسي والانتماء للوطن جزء من ذلك، ولذلك نحن نحب وطننا أكثر من الأوطان الأخرى، وهذا ينطبق على الجنسيات الأخرى في محبتها أوطانها. مناهجنا التعليمية في الماضي كانت تنادي «بالأممية».. ولم تذكر الوطن واتهم د. توفيق السديري مناهج التعليم في الفترة الماضية بأنها كانت تنادي "بالأممية" من دون ذكر الأوطان، وهذا كان واضحاً في بعض اللوائح والأنظمة السابقة، التي عدلت أخيراً، ولكن مازال لها تأثير في أربعة أجيال مضت بشكل عام، ولذلك يجب على مدرسي العلم الشرعي أن يصحح هذا المسار وتأكيد الانتماء للوطن وهو الاتجاه الصحيح. د. الجربوع: على الخطباء متابعة الأحداث وتبيين الموقف الشرعي منها جاء ذلك في أثناء انطلاق فعاليات برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة مساء أمس في مدينة الرياض، وسط حضور كثيف من أئمة المساجد والخطباء والدعاة في مدينة الرياض، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، على مدى يومين بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال بالرياض. واشار د. توفيق السديري في محاضرته التي كانت بعنوان: (شبهات حول الانتماء والمواطنة والرد عليها) أن أمن الوطن يحتل مرتبة متقدمة في سلم أوليات منسوبي الوزارة، من دعاة وأئمة وخطباء وعاملين في المجال الدعوي، وقال: إن موضوع الانتماء والمواطنة والتركيز فيهما وشرحهما وتفنيد الشبه حولهما من أهم مهمات المرحلة الراهنة. د. توفيق السديري محاضراً وأضاف د. السديرى أن موضوع الانتماء والمواطنة موضوع مهم شرعاً بحسبانه في نفسه، وبحسبان آثاره، وأن هناك عدة رؤى لأناس، وأنهم ينكرون هذا المبدأ، ويرون أنه لا مبدأ في الانتماء ولا دليل شرعياً ويرون العزلة عن الناس، وأنه لا حقيقة للانتماء، وهذا أمر خطير يجب أن نحسب له حساباً، وأن ننتبه لمن تأثر بهذا الفكر، ومآلات هذا الفكر، وأن رسالة الخطيب في خطبته، ورسالة الإمام في مسجده، والداعية في دعوته، أو مكتبه، هي تأصيل المعنى الشرعي لذلك؛ لأنه لا تتم الأمور الشرعية من الدعوة والإصلاح والعطاء، وأمور كثيرة لا تأتي إلا بوجود الانتماء الإسلامي العام، والانتماء الوطني الخاص. وأوضح د. توفيق السديري أن الوزارة قدمت (11) فعالية، إضافة الى هذه الندوة، في التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة، وقدمت الوزارة أكثر من 600 ندوة للرجال، وأكثر من 500 ندوة للنساء خلال السبع السنوات الماضية، وأشار د. السديري إلى أن الوزارة تشجع على إقامة مثل هذه الندوات في مناطق المملكة، بعد الرجوع إلى فروع الوزارة والتنسيق معها في هذا الشأن. بدوره ألقى الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجربوع عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة محاضرة بعنوان: (واجبات الأئمة والخطباء تجاه تعزيز الانتماء والمواطنة)، استهلها ببيان عظيم نعمة الله علينا، بأن جعلنا من رعايا هذه الدولة المباركة، المملكة العربية السعودية التي حظيت بمقومات كثيرة تجعل رعاياها في شرف وافتخار، مبيناً أن هذه المقومات مقومات دينية، فحواها قيام الدولة على أساس من الوحيين الشريفين الكتاب والسنة، بفهم سلف الأمة ليس هذا وحسب، بل رعت وقامت على خدمة هذا المنهج وبذل الغالي والنفيس في سبيل بقائه شامخاً زاهياً. وأبان د. الجربوع أن من خدمة الدولة لهذا المنهج وضعها الرجل المناسب في المكان المناسب، بحيث لا يولى أحد منصباً سواء كان إفتاء أو تدريساً أو قضاء، فضلاً عن غيرها من المناصب، إلا وهو مزكى مرضي السيرة والمنهج. د. عبدالعزيز الجربوع متحدثاً في الفعالية وبين د. الجربوع كيف يعزز الخطباء الانتماء والمواطنة من خلال خطبة الجمعة، وذلك في أربع صور هي: تخصيص خطبة لموضوع أهمية الدعوة إلى الله، وبيان قيام الدولة السعودية بذلك خير قيام، وكذلك تخصيص خطبة عن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته، ويجلي للناس قيام المملكة بهذا الأصل العظيم على خير نحو وأفضل وجه، ويخصص خطبة عن الكفر بالطاغوت، ويبين أن المملكة حكمت شرع الله، وعلمت التوحيد ودعت إليه، وحذرت من الشرك وعبادة الطاغوت. ودعا عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الخطباء إلى متابعة الأحداث وتبيين الموقف الشرعي الصحيح منها، مختتماً - محاضرته - بتأكيد الفضائل ومنجزات هذه الدولة المباركة قائمة مشهودة مشهورة، يستوجب أن تذكر ويذكر بها الشعب لإنماء روح الانتماء وإرساء فضيلة المواطنة الصالحة وتعزيزها لتصل السفينة بالكل قيادة وشعباً إلى شواطئ الخير ومراسي الأمن والإيمان.