بعد عام كامل من استحواذ تونس على اهتمام كبير من عشاق كرة القدم إثر استضافتها لبطولة كأس الامم الافريقية 2004 التي استضافتها في مطلع العام الماضي.. جاء الدور على كرة اليد لتجذب الانظار مرة أخرى نحو تونس، حيث تستضيف ابتداء من اليوم الاحد وحتى السادس من شباط - فبراير المقبل بطولة كأس العالم لكرة اليد. تضم البطولة 24 فريقا من جميع أنحاء العالم ومن المنتظر أن تشهد صراعا عنيفا على اللقب هذه المرة نظرا لتغير خريطة اللعبة بشكل كبير في الآونة الأخيرة وظهور أكثر من فريق بشكل جيد قد يرغب بعضهم في تفجير المفاجآت. تتميز المجموعة الاولى التي تضم الدنمرك وفرنساوتونس واليونان وأنجولا وكندا بعدم تكافؤ موازين القوى بين المنتخبات الستة التي يتأهل منها ثلاثة فقط للدور الثاني. ويتوقع المحللون الرياضيون صراعا قويا بين فرنسا (حامل اللقب العالمي عامي1995 و2001 ) والدنمرك على الصدارة وبين تونس واليونان على المركز الثالث. ويضم المنتخب الفرنسي لاعبين ذوي إمكانيات فنية كبيرة وقال كلود أنيستا مدرب الفريق إنهم يعلقون آمالا كبيرة على البطولة لاستعادة الريادة العالمية في اللعبة بعد النتائج السلبية في المشاركات الدولية الاخيرة وآخرها المركز الخامس بأوليمبياد أثينا 2004. ويشارك منتخب الدنمارك للمرة السادسة عشرة في البطولة ويعود أفضل إنجاز له إلى عام 1967 بفوزه بالمركز الثاني ويتمتع لاعبوه بلياقة بدنية عالية وبنية جسمانية قوية تساعدهم على تطبيق خططه دفاعا وهجوما. ويشارك المنتخب التونسي للمرة السابعة في تاريخه والسادسة على التوالي ويسعى الفريق للاستفادة من عاملي الميدان والجمهور لاحراز أحد المراكز الثلاثة الأولى بالمجموعة. ويعتمد الفريق على لاعبيه المحترفين للتقدم في هذه البطولة وتحسين ترتيبه مقارنة بالدورة الماضية التي أنهاها في المركز الرابع عشر. ويشارك المنتخب اليوناني لأول مرة في تاريخه وقد شهد أداؤه تطورا واضحا في الفترة الأخيرة ليحرز المركز السادس في أولمبياد أثينا مما دفع المدرب شيفريت لمواصلة الاعتماد على نفس اللاعبين. وفي المجموعة الثانية.. ستكون روسيا وأيسلندا وسلوفينيا مرشحة للتأهل إلى الدور الثاني وتضم المجموعة أيضا منتخبات تشيكيا والجزائر والكويت. وسيكون المنتخب الروسي هو الأوفر حظا في الفوز بصدارة المجموعة في ظل سجله الحافل بالانجازات ومنها اللقب العالمي ثلاث مرات بجانب خوضه النهائي ثلاث مرات لكن الفريق فقد بعض بريقه في السنوات الماضية واكتفى بالمركز الخامس في البطولة السابقة بالبرتغال عام 2003 وبرونزية أولمبياد أثينا. وكانت مشاركات منتخب أيسلندا في البطولات العالمية لكرة اليد محترمة وأبرزها حصوله على المركز الخامس سنة 1997 والسادس عامي 1986 و1961 والسابع عام 2003 والثامن سنة 1993. وتعد تجربة منتخب سلوفينيا محدودة في البطولات العالمية، حيث شارك في ثلاث دورات فقط ولكن نجح الفريق في الفوز بالمركز الثاني ببطولة أوروبا الماضية. وسبق للمنتخب التشيكي أن احتضن بطولة العالم عامي 1964 و1990 تحت اسم تشيكوسلوفاكيا ولكنه حاليا من منتخبات المستوى الثاني عالميا. ولم ترق مشاركات الجزائر في البطولة للمستوى المأمول رغم السمعة الطيبة للفريق على الصعيدين العربي والافريقي. وكان أحسن إنجاز له حصوله على المركز 13 ببطولة العالم عام 2001 وينتهج الفريق أسلوب الدفاع المتقدم والانطلاقات الجانبية مع السرعة وتبادل المراكز في الهجوم. وتشارك الكويت للمرة السادسة في تاريخها. وشهدت كرة اليد الكويتية في السنوات الاخيرة نقلة نوعية لتتمكن من فرض حضورها دون انقطاع في الدورات العالمية الاخيرة. وتضم المجموعة الثالثة منتخبات كرواتيا وأسبانيا والسويد واليابان والارجنتين وأستراليا. ويطلق عليها اسم «المجموعة الحديدية» لعراقة المنتخبات المتنافسة فيها وقوة لاعبيها خاصة كرواتيا حاملة اللقب والفائزة بذهبية أولمبياد أثينا والسويد الفائزة باللقب أربع مرات سابقة وأسبانيا التي تملك أقوى بطولة دوري لكرة اليد بالعالم. ومن المنتظر أن تشهد هذه المجموعة منافسة حادة خاصة بين منتخبات كرواتيا وأسبانيا والسويد المرشحة لبلوغ الدور الثاني. وستحاول منتخبات اليابان وأستراليا والارجنتين ضمن نفس المجموعة تحسين ترتيبها العالمي وتحقيق نتائج مشرفة. أما أهم ما يميز المجموعة الرابعة فهو أنها تضم منتخبين عربيين هما مصر وقطر ومن المنتظر أن يجدا منافسة شرسة من باقي المنتخبات في المجموعة وهي ألمانيا وصربيا والنرويج والبرازيل خاصة وأن مصر تسعى لاستعادة أمجادها في البطولة بعد أن تراجعت بشدة في الفترة الاخيرة.