باتت صفقات اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي تسجل فشلا ذريعا بالمجمل في كل موسم، فمن أخطاء الاختيارات والعشوائية في فترة الانتقالات الصيفية، تشتعل بعدها فترة الانتقالات الشتوية لتصحيح أخطاء الصيف، وبداية البحث المكوكي معها عن لاعبين أجانب جدد، في وقت تضيق فيه الخيارات الشتوية واقعا وزمنا بعد إخفاق القرارات الصيفية. في عام 1399ه تم تطبيق احتراف اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، وشهدت الفترة الأولى حضور لاعبين لهم من الشهرة والصيت الكروي الكثير على المستوى العالمي، ومن بينهم النجم البرازيلي المعروف ريفالينيو الذي مثل الهلال، والألماني بوكير الذي لعب للاتحاد، والبرازيلي ليرا مع النصر، والتونسيين تميم الحزامي وطارق ذياب ونجيب الإمام، كلهم وغيرهم يعدون من أبرز اللاعبين في الفترة الأولى. في عام 1403ه تم إلغاء احتراف اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، قبل أن ينقض إتحاد الكرة قراره بعد عشرة أعوام وتحديدا في عام 1413 ه، وفي عام 1429ه تم تغير مسمى الدوري إلى مسمى (دوري المحترفين السعودي)، وشهد السماح بمشاركة أربع لاعبين محترفين أجانب، واحد منهم يكون من القارة الآسيوية. وعدا الفترة الأولى لحضور اللاعب الأجنبي إلى الملاعب السعودية، التي شهدت نجاحا كبيرا للأندية السعودية، في استقطاب اللاعبين الأجانب، لم تشهد بقية الفترات حتى الآن، نجاحا موازيا عدا بعض الأسماء القليلة اللامعة والمتناثرة بين فترة وأخرى. وعلى الرغم من توافد المئات من اللاعبين الأجانب إلى الدوري، ومئات الملايين التي صرفتها أنديتنا من دون جدوى فنية ملموسة، ظلت الأسباب تتعدد وتتمدد، والمسؤول الأول أمام جماهير الأندية في كل الأحوال هو الإدارات المتعاقبة، خصوصا عندما تمنح القرار الأول والأخير في اختيار اللاعبين الأجانب للمدربين، وهنا تبدأ رحلة الاستغلال والمجاملات، التي يلجأ لها كثير من المدربين لإحضار اللاعبين الأجانب لأهداف مادية بحتة أو لصلة قرابة، من دون النظر لعمر ومستوى اللاعب وعطائه مع الفريق، فسرعان ما ينكشف الحال بعد مباريات قليلة، والضحية هو الفريق وقبله الكرة السعودية، التي تفقد مركزا فنيا لصاحب اللاعب الأجنبي، على حساب أحد المراكز التي يمكن أن يشغلها أحد اللاعبين الشباب. ومن أهم الأخطاء الإدارية في أنديتنا في ملف اللاعبين الأجانب طول المفاوضات، وتسرب أدق تفاصيلها، وعدم قدرة المفاوضين على الحسم الباكر، فتتسارع خطى إدارات الأندية تجاه تسجيل اللاعبين الأجانب في الساعات الأخيرة، من إغلاق لجنة الاحتراف لفترة التسجيل، وهي ظاهرة تتكرر كثيرا سواءا في الفترة الصيفية أو مثيلتها الفترة الشتوية، ما يجهز الأندية كفريسة سهلة، أمام مكاتب السماسرة وجشع إدارات الأندية والمفاوضين حول العالم. غياب الدراسات الإستراتيجية التي يصممها مستشارون فنيون ومدربون وطنيون، أو تجاهلها في حال اكتمالها، من إدارات الأندية، هو سبب رئيس لفشل ملف اللاعبين الأجانب، وعشوائية الاختيارات، وحضور اللاعبين المعطوبين، أو ممن شارفوا على اعتزال الكرة، بعد مسيرات طويلة من احترافها في الدوريات العالمية، لتتحول أنديتنا إلى مقرات جاهزة للضمان الاجتماعي لا غير. تميم الحزامي