تتفق أندية "دوري عبداللطيف جميل للمحترفين" على أهمية فترة التوقف الحالية، التي تتزامن مع مشاركة المنتخب الأول في بطولة آسيا المقبلة، ولعل من أهم أسباب هذا الاتفاق هو توافقها مع فترة الانتقالات الشتوية التي تدشن أبوابها قريباً، وهي الفترة التي تشهد عادة معالجة للأخطاء والعثرات التي شهدتها الفترة الصيفية وبداية الموسم. الأندية في فترة التوقف الجارية والتي قد تمتد لأكثر من أربعة أسابيع، تعكف على ترتيب أوراقها والمضي قدماً للتجهيز لمراحل الحسم، وتحقيق الطموحات المتباينة من فريق لآخر، وهي كذلك فترة توقف مميزة لعلاج المصابين وتجهيزهم، والتقاط الأنفاس قبل الأمتار الأخيرة، التي تفصل الجميع عن نهاية استحقاقات الموسم. وتبرز الانتقالات الشتوية كأولوية قصوى تحرص عليها الأندية، لاستقطاب اللاعبين المحليين والأجانب في المراكز الشاغرة لكل فريق، كما تحرص غالبية الأندية لاستثمار فترة التوقف بإقامة المعسكرات الخارجية والداخلية، بهدف الحفاظ على المعدل اللياقي والرتم الفني للاعبي الفريق حتى لا تظهر سلبيات التوقف على جاهزية اللاعبين وانسجامهم ضمن برامج محددة يقرها المدربون وتعتمدها إدارات الأندية، إذ هي مسؤولية إدارية وفنية بالدرجة الأولى، تبرز الحنكة الإدارية والحبكة الفنية. جماهير الأندية تبتهج كثيرا بالصفقات المميزة، التي تبرمها الإدارات إلا أن فترة الشتاء لاتبدو مشجعة لتسجيل نسب ناجحة في هذا الصدد على صعيد استقطاب المدربين أو اللاعبين الأجانب، نظرا لتمسك أغلب الأندية حول العالم بلاعبيها حتى نهاية الموسم على أقل تقدير، ما يضيق الخيارات أمام الأندية الطامحة لانتداب عناصر مميزة في هذه الفترة من الموسم. المدربون هم الأبرز في مقدار الصعوبة فالنادي الذي يبحث عن مدرب ما لن يجد في أغلب الأحيان سوى مدربين عاطلين منذ بداية الموسم، فالمدرب الذي يحترم عقده مع ناديه من الصعوبة أن يتخلى عنه منتصف الموسم في أغلب الأحوال. فيما أن الأزمات المالية التي قد تتعرض لها بعض الأندية في العالم، تظل السبب الوحيد بين أسباب قلة، يبرز منها كذلك الإغراءات المادية المقدمة، للتخلي عن عناصرها المميزة من اللاعبين المحترفين. على جماهير الأندية السعودية ألا تعول الكثير على إدارات أنديتها في تقديم الكثير والمميز خلال فترة الانتقالات الشتوية، مهما كانت معاناة الأندية الطامحة للتغيير واستقطاب عناصر جديدة، ففي هذه الفترة تضيق الخيارات كثيرا وتصعب، وكأنها تعاقب إدارات الأندية على أخطائها في تعاقدات الفترة الصيفية وما قبلها، فالفترة الصيفية هي الأنسب التي ترسم خارطة العمل، وتحديد الاحتياجات ومعالجة أخطاء الموسم كما هو المفترض، بكل دقة ونجاح لاتساع دائرة الخيارات وتعدد العناصر المميزة أمام الجميع.