تترقب الأندية السعودية فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، التي تعد فترة زمنية تضيق فيها الخيارات أمام الأندية، وتختلف جذريا عن فترة الانتقالات الصيفية، التي تسبقها بتعدد الخيارات الفنية والعناصرية، إذ تمثل الفترة الشتوية فرصة ثانية وحرجة أمام إدارات ومدربي الأندية، لتصحيح أخطاء الفترة الصيفية، وتعديل الأوضاع الفنية المتأزمة في بعض الأندية، على صعيد اللاعبين الأجانب، وبنسبة اقل اللاعبين المحليين، وعلى الرغم من الخبرات المتراكمة التي تمتلكها إدارات كثير من أنديتنا المحلية، إلا أن الأخطاء في الخيارات والاختيارات التي تسبق بداية الموسم لازالت تطغى على عمل هذه الإدارات جراء الارتجال والعشوائية أو الاعتماد على وكلاء اللاعبين والمدربين، وبعض سماسرة الكرة، والغريب أن هذه الأخطاء تتكرر من موسم إلى آخر، مع وصول بعض الأندية لقناعة فنية باكرة بعدم جدوى هذا اللاعب أو ذاك، وهو المشهد الحاضر باستمرار في ملاعبنا، صحيح أن هناك من اللاعبين الأجانب من يمتلك سيرة ذاتية مميزة قبل حضوره لملاعبنا، وربما يصطدم فعلا بظروف معينة كطبيعة الحياة والأجواء وغيرها، إلا أنهم لا يمثلون في الواقع سوى نسبة بسيطة من الصفقات التي تتحول إلى خيبات، تجرها الأندية في كل موسم. ومع بداية الفترة الشتوية المقبلة تمسي المهمة أكثر صعوبة أمام إدارات الأندية، في توفير البدلاء المناسبين، في ظل ارتباط الكثير من العناصر الجيدة مسبقا مع أندية أخرى حول العالم، وربما تتكرر الأخطاء مرة جديدة، وهنا يبرز دوما عامل التخطيط الإداري والفني السليم ودراسة احتياجات النادي، إذ إن الإخفاقات المتواصلة في جلب لاعبين مميزين، تمتد آثارها على ميزانيات الأندية، التي تصبح مثقلة بالديون المتراكمة، والتي تنتقل من إدارة إلى إدارة، والضحية الأولى هو النادي وجماهيره.