اختتمت في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس اجتماعات مجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة لمكافحة الإرهاب، التي شارك فيها كبار المسؤولين من الجهات المختصة في دول المجلس والولاياتالمتحدة الأميركية، لمناقشة سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مكافحة الإرهاب ومواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. وأوضح الأمين العام المساعد للشؤون الخارجية بمجلس التعاون الدكتور عبدالعزيز بن حمد العويشق، أن هذا الاجتماع الذي شارك فيه مسؤولون أمنيون وسياسيون من الجانبين يكتسب أهمية خاصة في ضوء الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، إضافة إلى الآثار المحتملة للاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، ما يتطلب تعاوناً مشتركاً بين دول المجلس وشركائها الإستراتيجيين، خاصة الولاياتالمتحدة الأميركية، لمواجهة هذه التحديات. وصدر عن الاجتماع بيان صحفي جاء فيه تأكيد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة كامب ديفيد بتاريخ 14 مايو 2015 القاضي بتكثيف التعاون بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة الأميركية في مجال حماية أمن الخليج، بما في ذلك العمل بصورة مشتركة لمكافحة الإرهاب ومواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار. كما أكد البيان ما اتفق عليه وزراء خارجية دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة الأميركية في اجتماعهم المنعقد في الدوحة، يوم 3 أغسطس 2015، حيث جددوا عزمهم على دحر تنظيم داعش، ومكافحة تمويل الإرهاب، والعمل المشترك لمنع تجنيد المقاتلين وسفرهم إلى مناطق النزاع، وكذلك التصدي لدعم إيران الإرهاب وتدخلاتها في دول المنطقة. وتركزت المباحثات في اليوم الأول في آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2178 الصادر بتاريخ 24 سبتمبر 2014 تحت الفصل السابع بشأن مكافحة الإرهاب، وفي اليوم الثاني للاجتماعات تركزت في مكافحة تمويل الإرهاب، بما في ذلك التدفقات المالية من إيران، ومواجهة التهديدات المحتملة للبنية التحتية، والعمل المشترك للرد على الخطاب الإرهابي. وجاء في البيان المشترك أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في دول مجلس التعاون قد أوضحت مدى الحاجة إلى تكثيف التعاون المشترك حول مكافحة الإرهاب. وقد استنكر المشاركون في فريق العمل بوجه الخصوص الهجمات الشنيعة على دور العبادة في كل من المملكة العربية السعودية والكويت في شهر يونيو، وكذلك الهجمات التي استهدفت قوات الأمن في كل من البحرين والمملكة العربية السعودية التي وقع آخرها في أبها يوم 6 أغسطس 2015 وأودى بحياة عدد من رجال الأمن في أثناء أدائهم للصلاة. وقد أعرب المشاركون عن قلقهم الشديد بشأن اكتشاف كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات كانت معدة لتنفيذ أنشطة إرهابية في دولة الكويت، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية. فيما أثنى المجتمعون على جهود قوات الأمن في دول مجلس التعاون في ملاحقة ومقاضاة الإرهابيين وإفشال كثير من المخططات الإرهابية، فقد أعربوا عن عزمهم استخدام الموارد المتاحة لدحر الإرهاب في المنطقة وفي كل مكان والسعي إلى الحيلولة دون وقوع مثل هذه الجرائم مستقبلاً.