أعلنت الحكومة البنانية تضامنها مع رئيسها فؤاد السنيورة الذي تعرض إلى هجرم عنيف من قبل الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «عبد مأمور لعبد مأمور»، وأصدرت بياناً استغربت فيه هجوم الأسد على الدولة اللبنانية ومجلسها النيابي والحكومة ورئيسها، ورفضها مضمون الخطاب، مجددة ثقتها بالرئيس السنيورة الذي وصفه البيان بأنه «رجل الدولة وصاحب التاريخ الوطني والعربي المعروف». وأكدت الحكومة تمسكها وحرصها على تعميق العلاقات اللبنانية السورية، وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين الشعبين اللبناني والسوري بما يضمن أمن واستقرار لبنان وسورية. وقالت إن هذا الحرص لن يؤثر فيه مهما قيل أو يقال من كلمات ومن محاولات استدراج إلى أي أمر يدفعنا إلى الخروج عن ثوابتنا الوطنية والعربية. لكن اللافت أن هذا التضامن الحكومي شذ عنه وزراء التحالف الشيعي الخمسة الذين انسحبوا من جلسة الحكومة مساء أمس الأول، بحجة أن مناقشة خطاب الرئيس الأسد هو من خارج جدول الأعمال. وأنه لابد من العودة إلى مرجعياتهم السياسية لاتخاذ الموقف المناسب منه. وأحدث هذا الموقف من الوزراء الخمسة صدمة أضيفت إلى الصدمة والذهول التي أثارها خطاب الرئيس السوري في الأوساط اللبنانية، نظراً إلى ما تضمنه على وجه خاص من هجوم واستهداف لرئيس الحكومة اللبنانية و«تيار المستقبل» الذي كان يرأسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما لم يوفر غالبية نواب وفئات لبنانية أخرى نعتها «بالعمالة». على أن الرئيس السنيورة الذي بدا ليل أمس الأول في قلب العاصفة الكلامية، هادئاً إلى أقصى الدرجات محافظاً على متانة أعصابه، وأخذ الأمر بهدوء لافت، فرفض التعامل مع خطاب الأسد وكأنه يتناوله شخصياً، بل لفت إلى أن ما تناوله به الخطاب «يتعلق بالبلد ولبنان الوطن ولي بشخص، وبأمور تتصل بالانتخابات والحكومة ومجلس النواب ووضع لبنان كله في هذه المرحلة». وأجمع عدد كبير من الوزراء على التضامن مع السنيورة وأسفوا لانسحاب وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» معتبرين أنه كان في امكانهم أن يعبروا عن مواقفهم ودفاعهم عن خطاب الرئيس السوري إذا كان ذلك هو المقصود من دون انسحاب من جلسة الحكومة. واستغرب هؤلاء الوزراء أن تكون مناقشة خطاب تناول لبنان بهذا القدر من الخطورة هي من المحرمات، ولفتوا إلى أن أسوأ ما حصل أن يكون وزراء من لون واحد قد انسحبوا، في حين كان يمكن تجنب هذا التطور السلبي. لكن الوزراء أشاروا إلى نية أكيدة لاحتواء ما حصل، ومنع حصول أزمة. خصوصاً أن الوزراء المنسحبين أكدوا عدم النية في الاستقالة من الحكومة، وأن ما جرى هو فقط «انسحاب من الجلسة»، فيما أعلن وزير الإعلام غازي العريضي أن هذا الانسحاب عن «أهمية الدلالات التي يحملها نظراً إلى ما يمثل وزراء «أمل» و«حزب الله» يعتبر حقاً من حقوقهم في إطار الممارسة الديموقراطية». ولعل الرد الفعلي للرئيس السنيورة لهجوم الرئيس الأسد عليه، كان في الكلمة التي ارتجلها خلال افتتاحه معرض «اقرأ بالفرنسية والموسيقى» في مركز «بيال»، قبل جلسة مجلس الوزراء، حيث لوحظ أنه خرج عن نص الكلمة المعدة سابقاً، وقال متوجهاً إلى «جميع اللبنانيين وجميع العرب» إن «إرادة لبنان واللبنانيين في التزام إرادة الحياة والاستقلال والحرية والديموقراطية والسيادة ستبقى، كما أن لبنان سيظل ملتزماً كونه جزءاً من الأمة العربية وقضاياها وقوميته مهما قيل ومهما يقال». وشدد على أن «لبنان عربي مستقل صاحب سيادة وحرية وديموقراطية، ووحدة اللبنانيين هي الأساس وسيبقى على انفتاحه على جميع الثقافات وفي أولها الثقافة الفرنسية». وتلقى الرئيس السنيورة خلال انعقاد مجلس الوزراء اتصالاً من العاهل الأردني الملك عبدالله رداً على اتصال لرئيس الحكومة بالملك لاستنكار موجة التفجيرات التي خربت عمان. وخاطب الملك عبدالله الرئيس السنيورة قائلاً: «نحن معكم» في إشارة إلى التضامن معه ومع لبنان. كذلك تلقى السنيورة رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك تناولت آخر التطورات، واتصل به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وفيما أبدى الرئيس السابق أمين الجميل «استغرابه للجوء الرئيس السوري إلى أسلوب بعيد عن أصول التخاطب السياسي والدبلوماسي والتطاول على شخصيات لبنانية، لا سيما رئيس الحكومة اللبنانية، وصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كلام الأسد عن السنيورة بأنه «لا يليق برئيس الجمهورية السورية وغير مقبول، وقال «لرويترز» إن السنيورة شهادته العربية واضحة». وفي حديث آخر إلى برنامج «كلام الناس» من تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال ج.