أشارت مراجعة شاملة حديثة لبحوث سابقة إلى أن تناول الأصحاء كميات معقولة من الدهون المشبعة لا يمثل أي خطر على الصحة. من جهة أخرى فإن الدهون المتحولة -وتسمى أيضا الدهون غير المشبعة- كانت قد ارتبطت بزيادة احتمالات التعرض للوفاة لأسباب عدة منها أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الشريان التاجي. وتوصي الإرشادات الغذائية بألا تزيد كميات الدهون المشبعة -الموجودة في المنتجات الحيوانية مثل الزبد والمح (صفار البيض)- على عشرة في المئة من السعرات الحرارية اليومية. أما الدهون المتحولة -مثل الزيوت المهدرجة المستخدمة في الأغذية المحفوظة والمسلي الصناعي- فهي منتجات مصنعة في الأصل ويجب ألا تتجاوز نسبتها واحد في المئة من السعرات الحرارية اليومية. وبالنسبة إلى الدراسة الحديثة فقد أدرج الباحثون في عدة معاهد بحثية كندية بأونتاريو بيانات مستقاة من 41 دراسة تختص بالعلاقة بين تناول الدهون المشبعة وآثارها الصحية وتضمنت أكثر من 300 ألف شخص علاوة على 20 دراسة عن تناول الدهون المتحولة وآثارها الصحية وشملت أكثر من 200 ألف شخص. ولم يرتبط تناول الدهون المشبعة بأي أمراض خاصة بالشريان التاجي للقلب أو أمراض الأوعية الدموية والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني لكن علاقته بخطر الوفاة من أمراض الشريان التاجي لم تكن واضحة. وقال الفريق المشارك في هذه الدراسة في الدورية الطبية البريطانية: إن تناول الدهون المتحولة المصنعة ارتبط بزيادة نسبتها 34 في المئة في الوفيات الإجمالية وتفصيلا بنسبة زيادة 28 في المئة في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و21 في المئة في خطر الإصابة بأمراض القلب. ومنذ 2010 أكدت تقارير عديدة أن الدهون المشبعة غير مرتبطة بالإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية. وتتوافر الدهون المشبعة في منتجات الألبان واللحوم الحمراء والزيوت النباتية. وعلى خلاف الدهون المشبعة فإن الدهون المتحولة تخفض من الكوليسترول النافع العالي الكثافة. وقالت باتي سيري-تارينو بمعهد بحوث مستشفى الأطفال في أوكلاند "كنا نعرف أن الدهون المتحولة ضارة لنا وكانت الأدلة على ذلك قوية بدرجة كافية ما نتج عنه حذف هذه الدهون من السلسلة الغذائية". وأضافت أن الإدارة الأميركية للأغذية والأدوية منحت الجهات المصنعة مهلة تنقضي في 2018 لحذف الدهون المتحولة من السلسة الغذائية.