اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في حديث لصحيفة «فايننشال تايمز» امس الجمعة، اسرائيل بمحاولة «الالتفاف» على مفاوضات السلام. وقال ان الاسرائيليين اختاروا التحرك بشكل احادي الجانب لتجنب ان يضطروا الى التفاوض مع المسؤولين الفلسطينيين للتوصل الى حل للنزاع. واضاف ان «هذه الخطوة تهدف الى التملص من القانون الدولي وعدم اخذ العدالة في الاعتبار والالتفاف على تطلعات الشعب الفلسطيني للحرية». واشار الى ان الاسرائيليين بدأوا بناء حاجز امني حول مستوطنة معالي ادوميم قرب القدس، سيفصل نهائيا بين فلسطينيي القدسالشرقية وبقية الضفة الغربية. واكد ان «هذه المناورات احادية الجانب تشكل محاولة جريئة لوضع القدس خارج برنامج المفاوضات». وتابع عريقات «كما تعرف الحكومة الاسرائيلية، لا يمكن قيام دولة فلسطينية قابلة للبقاء بدون عاصمتها القدس التي تشكل المحرك الاقتصادي». ورأى ان الاولوية التي تعطيها الحكومة الاسرائيلية للمستوطنات اليهودية في القدس وحولها تدل على نية اسرائيل «المساومة على امكانية السلام». واكد عريقات ان اسرائيل تسعى الى كسب الوقت لمواصلة عملية فصل احادية الجانب من خطة تنص على اقامة دولتين عبر نشر فكرة ان رئيسا فلسطينيا منتخبا بطريقة ديموقراطية لا يمكن ان يكون شريكا للسلام. وتابع المسؤول الفلسطيني «نحن في حاجة ملحة اليوم اكثر من اي وقت مضى للاسرة الدولية من اجل الضغط على الاسرائيليين ليعودوا الى طاولة المفاوضات». من ناحية أخرى، قالت مصادر إسرائيلية ان الاتصالات الإسرائيلية الفلسطينية حول معبر رفح الحدودي قد وصلت إلى طريق مسدود. وكان قد عقد لقاء الليلة قبل الماضية ضم النائب الأول لرئيس الوزراء شيمعون بيريز مع ممثل الرباعية الدولية جيمس ولفنسون ولم يتم التوصل إلى شيء. ويعارض الفلسطينيون نصب كاميرات فيديو في المعبر لتنقل في بث حي ومباشر مجريات الأمور فيه معتبرين ان هذا الأمر يشكل استمراراً للوجود الإسرائيلي في المعبر ويفرغ خطة الانفصال من مضمونها إذ يكرس السيطرة الإسرائيلية في المنطقة. وأعرب ولفنسون عن غضبه لعدم تمكن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من التغلب على العقبة الرئيسية وهي مسألة نصب الكاميرات. ومن المقرر أن تتواصل اللقاءات بين الأطراف المعنية في محاولة لاحتواء هذه الأزمة.