يشهد قطاع الايواء السياحي تجارب ناجحة ومميزة من مستثمرين سعوديين بادروا بشكل شخصي بإنشاء فنادق ونزل وموتيلات ومخيمات وبذلوا جهدا استثنائيا للتخطيط لهذا الاستثمار والاهتمام به حتى حظي بالنجاح وحقق العوائد المالية، ويحتاج القطاع للمزيد منها خاصة على طرق السفر الرئيسية لتحقيق التغيير الفعلي لواقع بعض استراحات الطرق السيئة. ويعد قطاع الايواء السياحي من القطاعات الاقتصادية الواعدة خاصة بعد اقرار برنامج اقراض المشروعات السياحية والفندقية، وهناك عدد من التجارب الشخصية الناجحة في عدد من مناطق المملكة، ومنها نزل الملفي التراثي الذي يقع في أطراف عنيزة، وكان في السابق عبارة عن منتجع في مزرعة، واستجاب ملاكه لاقتراح هيئة السياحة لتحويله لاستثمار عام بعد أن كان مقتصرا على عائلة السبيعي في أحد أميز المواقع الزراعية في القصيم وتحول الموقع الذي تحيط به اشجار النخيل ويقع في اطلالة زراعية جاذبة إلى35 جناحا فندقيا تم تجهيزه بطابع تراثي يحاكي تراث منطقة القصيم ليكون أول فندق ريفي في المملكة مكتمل الخدمات بالتعاون مع الأسر المنتجة التي تقدم خدمات الطهو عن طريق تقديمها أشهر الأطباق والطعام الشعبي والخاص بمنطقة القصيم، إضافة إلى خدمة الغرف. ويرى عبدالعزيز السبيعي ممثل مؤسسة السبيعي الخيرية ملاك المشروع أن الفندق قائم على تحد كبير إذ إن إدارة المشروع أرادت أن يكون جميع العاملين في الفندق سعوديين بشكل كامل، مضيفا أن المشروع يتبع لمؤسسة خيرية ولذلك كان التركيز على التوظيف من فئات المجتمع المحتاجة وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية في المنطقة. وقال السبيعي إن المشروع يعد تجربة أولى في مجال الاستثمارات بالنزل الريفية ونجاحه يحقق ويفتح مجالات اقتصادية أخرى في مشروعات النخيل في منطقة القصيم وغيرها من مناطق المملكة لذلك نحن حريصون على نجاح هذا المشروع لنكون بذرة انطلاق مثل هذه المشروعات. وفي المدينةالمنورة أنشأ فهد عبدالله فاجع ثاني موتيل (فندق طرق) مرخص في المملكة على طريق المدينةالمنورةالقصيم السريع بمنطقة الصويدرة، وحظي المستثمر فاجع بتسليم الترخيص لمنشأته في اجتماع مجلس التنمية السياحية بحضور سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة. مخيم صحراوي بالعلا وقال بأنه بادر منذ إنشائه الفندق بالتنسيق مع فرع هيئة السياحة بالمدينةالمنورة لتكون مواصفات الفندق ملائمة مع شروط الترخيص والتصنيف، وعبر عن شكره لدعم موظفي قسم الترخيص في فرع الهيئة وتعاونهم وإصدارهم الترخيص خلال يوم واحد وهو ما لم يكن يتوقعه في دائرة حكومية، وأشار إلى أن فنادق الطرق في المملكة بحاجة إلى تطوير، خاصة وأنها استثمار هام وواعد في ظل انتشار الطرق البرية السريعة وكثرة مستخدميها. ودعا مالكي محطات الوقود وفنادق الطرق بالتعاون مع الهيئة في الترخيص لهذه الفنادق والارتقاء بمستواها والعمل على أن تكون واجهة مشرفة للمملكة، وفي العلا أنشأ مواطنون مشروع "مخيم مداخيل السياحي" الذي يعد باكورة المخيمات السياحية البيئية التي تقوم عليها إدارة وتشغيلاً مجموعة من شباب محافظة العلا، وتعمل تحت متابعة وإشراف اللجنة التنفيذية للتنمية السياحية بالمحافظة. وعبر مدير المشروع عبدالواحد العبد الواحد عن اعتزازه وزملائه الشباب المستثمرين في هذا المشروع بأن يكون مشروعهم أول مخيم صحراوي سياحي يستلم رخصة من الهيئة بعد بدئها خدمة الترخيص لهذا النمط السياحي الجديد، فنشاط المخيمات السياحية البيئية نشاط استثماري واعد، مثمنا دعم هيئة السياحة له في إطار دعمها لكافة الاستثمارات السياحية، مبينا أن المخيم أنشئ بجهود شبابية، ويقع على مساحة كبيرة تقارب العشرة آلاف متر مربع، حيث يحتوي على 26 وحدة تتضمن 20 خيمة، مشيرا إلى أن النزيل يعيش في المخيم الحياة التقليدية السعودية الأصيلة، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الترفيهية المتنوعة من ركوب الجمال والرحلات الاستكشافية، ورحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية وغيرها.