ليست هذه دعوة لترك المدرسة ولكن هناك الكثير من المبدعين تركوا صفوف الدراسة وأبدعوا. ولعل السبب الرئيسي هو ذكاؤهم الخارق الذي أشعرهم بأنهم أحسن من أساتذتهم وأن المناهج الدراسية لا تشبع حاجاتهم الإبداعية ولا قدراتهم الخارقة. من هؤلاء المبدعين العالم ألبرت أنشتاين عالم الفيزياء المشهور والمعروف بنظريته في النسبية. لقد تأخر أنشتاين في الكلام مقارنة بالأطفال الآخرين لدرجة أن هناك جدلا فيما إذا كان مصاباً بطيف التوحد أم لا. بل إن هناك من أوجد ما يسمى ب "متلازمة أنشتاين" وتعني أن هناك بعض الأطفال الموهوبين الذين قد يتأخر كلامهم ولا تنطبق عليهم كل أعراض التوحد ويبدعون في بعض الجوانب بطريقة خارقة ويخفقون في جوانب أخرى. ويرى البعض أن أنشتاين لم يحتج الكلام كثيراً لأنه في المقابل كان يفكر كثيراً!. لقد كان أنشتاين تلميذاً كسولاً وعندما غادر المدرسة كمراهق فقد أساتذته الأمل في تعليمه وكان فاشلاً في الرياضيات ولم يستطع النجاح في اختبار القبول الجامعي من أول مرة. ولكن أنشتاين لم ييأس ولم يستمع لرأي أساتذته حيث حصل على درجة الدكتوراه وعمره 26 عاماً وساعدت نظريته كثيراً في تطور علم الفيزياء. أما توماس إديسون والذي أعتبره أكثر المخترعين براعة، يكفى أنه أدخل لنا عالم الكهرباء التي لولاها لجلسنا في ظلام حجب عنا كل ما وصلنا له اليوم من اختراعات علمية، ولقد حصل إديسون على ألف براءة اختراع. ولو رجعنا لحياة إديسون نجد أنه في طفولته التحق بالمدرسة لمدة 12 أسبوعا فقط وكان كثير الحركة والشغب. ولقد صنف كطالب صعب من قبل أساتذته وبالتالي أخرجته أمه من المدرسة وقامت بتعليمه في المنزل ولقد عانى إديسون من صعوبة في السمع لإصابته بالتهاب في الأذن وهو طفل. ولكن كل هذه الأمور لم تمنع إديسون من الإبداع فلقد بدت علامات النبوغ لديه مبكرة. ففي سن الثانية عشرة كان يقرأ بشغف ويبيع الصحف لينتهي بنشر صحيفة يومية خاصة به. ولم تخلُ حياة إديسون من بعض المصاعب ففي عمر ال 21 أُصيبت والدته بمرض نفسي وكذلك خسر والده عمله ورغم ذلك أبدع واخترع وهو في سن الشباب. وفي النهاية ما جمع هؤلاء المبدعين وغيرهم تحت مظلة الإبداع عنصر واحد فقط وهو حرية الاختيار.. لقد عرفوا رغباتهم وحققوها بصبر وعزيمة غير محدودة.. لمراسلة الكاتب: [email protected]