كشفت أول دراسة من نوعها عن "واقع الطب البديل والتكميلي في التعليم الطبي -دراسة بحثية" وجود فجوة بين التعليم الطبي والموروث التراثي في المجتمع، ودعت إلى استحداث خطة واضحة لمعالجة " الفجوة" . وأوصت الدراسة بتطوير خطة وطنية لتقويم الوضع الحالي لمناهج الطب البديل والتكميلي في الكليات الصحية بالمملكة، ودمجها في كليات الطب، كما دعت إلى وضع استراتيجية لدمج الطب البديل والتكميلي في برامج التطوير المهني المستمر وإنشاء برامج أكاديمية تُمكن من الحصول على درجات علمية في برامج الطب البديل والتكميلي. وقال المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، الذي اعد الدراسة إن أول دراسة بحثية عن الطب البديل والتكميلي هدفت إلى التعرف على درجة الاهتمام بالمجال في الكليات الصحية بالمملكة، من حيث المنهج التعليمي الجامعي، وبرامج الدراسات العليا، وأنشطة التعليم الطبي المستمر، ومعرفة أعداد المتخصصين والمهتمين بالمجال من أعضاء هيئة التدريس. وخلصت الدراسة إلى أن هناك نقصاً وتفاوتاً واضحاً في اهتمام الكليات الصحية بتعليم الطب البديل والتكميلي برغم شعبيتهما، وكشفت عدم وجود سياسة واضحة تختص بالمجالين ضمن منظومة التعليم الصحي بالمملكة، إلى جانب نقص شديد في أعداد المتخصصين و" تفاوت كبير جداً " في المحتوى ومتطلبات الدراسة حتى بين تلك الكليات التي لديها مقررات في الطب البديل والتكميلي. وكشفت الدراسة عدم وجود مسار متخصص في الطب البديل والتكميلي في أي من الكليات الصحية بما في ذلك الدراسات العليا، واستثنت من ذلك ما توصلت إليه من وجود " توجه لدى كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز لاستحداث مسار خاص بالطب البديل والتكميلي. وقالت الدراسة إن عدم وجود مسار للتدريب على الطب البديل والتكميلي في المستويين الجامعي وما فوق الجامعي يشير إلى وجود فجوة بين التعليم الطبي والموروث التراثي في المجتمع، الأمر الذي يعني ضرورة استحداث خطة واضحة لمعالجة ذلك. ودعت الدراسة إلى توظيف أكاديميين مؤهلين في مجال الطب البديل والتكميلي في الكليات الصحة وتشجيع إنشاء الكراسي البحثية في المجال في الجامعات، وتعزيز الوعي بالطب البديل والتكميلي بين عامة الناس والمهنيين الصحي. وأشارت الدراسة إلى أن هناك 11 كلية تدرس مقررات متخصصة في الطب البديل والتكميلي، وفي 9 كليات منها تعتبر هذه المقررات إلزامية للطلاب مع توجه 3 كليات أخرى لتخصيص مقررات للطب البديل والتكميلي في الخطط الدراسية القادمة. وكانت النظرة العامة عن الطب البديل والتكميلي المادة الأهم في خمس كليات من بين 11 كلية، وتوجد 15 كلية تدرس موضوعات أو مواد ذات علاقة بالطب البديل والتكميلي وذلك ضمن عدد من المقررات المختلفة. واستهدفت الدراسة جميع الكليات الصحية (طب, صيدلة، طب الأسنان، علوم صحية، علوم طبية تطبيقية، تمريض)، وبلغ عدد الكليات الصحية 110 كليات، تمثل جميع الكليات التي تمنح البكالوريوس في تخصصات الطب والجراحة وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية، وكذلك كليات العلوم الصحية (التي تمنح الدبلوم في تخصصات التمريض والصيدلة ورعاية الفم والأسنان والصحة العامة وغيرها)، والكليات المتخصصة في التمريض (التي قد تمنح درجتي البكالوريوس أو الدبلوم).