قال الحارس الشخصي لياسر عرفات إن الخوف من التعرض لعملية اغتيال منع الرئيس الفلسطيني السابق من قبول الصفقة الأمريكية الخاصة بتقسيم القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف محمد الداية، الذي عمل لفترة طويلة حارساً شخصياً لعرفات لوكالة الاسوشييتدبرس، في أول مقابلة تجريها معه وسائل الإعلام الأجنبية، إنه يعتقد أن عرفات مات نتيجة لعملية اغتيال، لكنه لم يقدم دليلاً على ذلك أو يوضح الجهة التي يتهمها باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل. وهنالك إشاعات كثيرة في الشرق الأوسط تتحدث عن وفاته نتيجة حقنه بفيروس الإيدز أو قيام عملاء إسرائيليين بتسميمه، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل. وكان الدايا يرافق عرفات لمدة 15 عاماً، ويظهر إلى جواره في معظم الصور التي التقطت للزعيم الفلسطيني الراحل. وقد أطلق أحد عناصر الأمن الفلسطيني النار على الدايا وأصابه بجراح في عام 2003م بسبب التنافس الشخصي بينهما في خدمة ياسر عرفات. وفي الوقت الذي انتقل فيه الدايا للعمل كحارس شخصي لياسر عرفات، احتفظ بوظيفته برتبة مقدم في قوات الأمن الفلسطينية. وكان الدايا عند محاورته، يجلس في شقته الصغيرة في مدينة غزة تحت صورة ضخمة تجمعه مع عرفات في الوقت الذي يستعرض فيه عشرات الصور التي التقطت له مع الزعيم الفلسطيني الراحل. ويتذكر الداية قمة الشرق الأوسط في عام 2000م التي جمعت بين عرفات والرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك في منتجع الرئيس الأمريكي بكامب ديفيد في محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية للمشكلة. وتوقف عرفات عند الترتيبات الخاصة بالقدس، التي قد تشتمل على تقاسم السيادة عليها. ويضيف الداية: «أتذكر أنني عندما اجتمع عرفات في إحدى الليالي بالرئيس كلينتون وجهاً لوجه: أذكر جيداً رد (أبو عمار) عندما صاح قائلاً «لا أحد يستطيع إرغامي على المساومة على القدس. أبلغوا كلينتون أنه إذا كان يريد مني التوقيع على هذه الصفقة، فإن ذلك يعني أنه يقدم دعوة مفتوحة لتشييع جنازتي، لأنني سأموت على يد أحد أبناء شعبي». ورجعنا إلى غرفتنا ثم بدأ الهاتف الذي كان صامتاً.. منذ عدة أيام في الرنين. ثم أخذت في الرد على محادثات من كل زعماء العالم، من بينهم زعماء عرب، يطلبون من (أبو عمار) الموافقة على عرض كلينتون. وكانت إجابته بكلمتي: «هذا مستحيل».