عاد الإرهاب يوم أمس الأول الثلاثاء ليضرب مجدداً أمن مملكة البحرين امتداداً للمحاولات المتكررة لخلايا القتل والتخريب الساعية لخلق حالة من الفوضى والترويع في المجتمع البحريني المسالم الذي لم تعد تخفى عليه أهداف تلك الجماعات العدائية أو من يقف وراءها ويدعمها. والتفجير الإرهابي الذي وقع مؤخراً في منطقة سترة القريبة من العاصمة المنامة ونتج عنه استشهاد فردين من الشرطة البحرينية وإصابة 6 من زملائهم أثبتت التحقيقات الأولية أن المواد المستخدمة في التفجير هي من نفس النوع الذي كشفت عنه السلطات البحرينية بعد نجاحها في إحباط عملية تهريبه مع كمية من الأسلحة والذخائر يوم السبت الماضي وضبط الجناة الذين اعترفوا بأن مصدر تلك المتفجرات والأسلحة من دولة إيران مؤكدين محاولتهم تهريبها إلى خلايا إرهابية داخل مملكة البحرين تجد كل الدعم والتدريب من الحكومة الإيرانية، مما يؤكد استمرار إيران في تدخلها بالشأن البحريني والذين لم يكتفوا بالتصاريح العدائية من قبل المسؤولين الإيرانيين بل استمروا إلى ما هو ابعد من ذلك من خلال دعم الجماعات الإرهابية بالسلاح والتدريب لإرهاب الشعب البحريني والمقيمين على أرض مملكة البحرين. وكثيراً ما عبرت الحكومة البحرينية عن استيائها من استمرار إيران في تصريحاتها وسياساتها العدوانية ضد مملكة البحرين وتدخلاتها السافرة والمتكررة في الشأن الداخلي البحريني والتي كان آخرها التصريح المستفز للشعب البحريني من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والتي وقف البحرين بأكمله حكومة وشعباً ضد هذه التصريحات المستفزة من خلال برقيات الاستنكار لذلك الخطاب الممجوج والوقفة الصادقة من قبل الشعب البحريني خلف قيادته وتأييده لكافة الإجراءات للرد على التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين والذي يعد تعدياً سافراً على السيادة الوطنية البحرينية ومخالفاً لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية. كابلات مختلفة تستخدم في تصنيع المتفجرات ومن المؤكد أن المتابع للتدخلات الإيرانية السافرة في الشأن البحريني يجد أن إيران بسياستها العدائية لدول الخليج تعتقد أن خلق حالة من التوتر والاضطرابات في الأجواء الخليجية يمكن أن يتحقق في إثارة الفتنة الطائفية والتي ترى إيران أن البحرين بيئة خصبة لانطلاق مثل تلك الفتنة رغم ما أثبته الشعب البحريني بكافة طوائفه من تلاحم وتكاتف وفهم لما تريده قوى الشر وما تخطط له من خلال دعمها للخلايا الإجرامية بالسلاح والمال والتدريب وما يرافق ذلك من تصريحات أصبحت بفضل الله ثم بوعي الشعوب أكثر داعم لاهتمام الشعوب الخليجية بأمنهم في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات وحروب أهلية وإقليمية. ويرى متابعون للتدخلات الإيرانية في الشأن البحريني الداخلي أنها نذير شؤم وخطر على المنطقة بأكملها بعد أن تجاوزت إيران بتلك التدخلات الهمجية كافة القوانين والأعراف الدولية مما يستوجب موقفاً موحداً للدول العربية كافة ودول الخليج العربي على وجه الخصوص لحسم تلك التدخلات ومنع استمرارها بما يضم الأمن والسلم والاستقرار الدولي خاصة وأن إشعال الفتن الطائفية أمر في غاية الخطورة على المنطقة بأكملها وهو أمر نجحت إيران في إذكائه في دول إقليمية قريبة من دول الخليج العربي ولا تزال تلك الدول تعيش تداعيات نار الفتنة الطائفية التي تسببت في زيادة الفجوة بين مكونات مجتمعات تلك الدول. والمتابع للتدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن الداخلي البحريني يكتشف الأبعاد الخطيرة لحجم المؤامرة التي تستهدف أمن البحرين من خلال المؤشرات الواضحة لأعمال إيران السافرة في تجنيد الرعاع من الأفراد والجماعات الإرهابية وتدريبهم ودعمهم من أجل تنفيذ أعمال إرهابية تشيع الذعر والفوضى وتذكي نار الطائفية البغيضة في المجتمع البحريني في محاولات يائسة لمد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية. مواد خام تستخدم في تصنيع المتفجرات ومن المؤكد أن التفجيرات الأخيرة التي وقعت أول أمس الثلاثاء في مملكة البحرين ليست هي الأولى التي تتورط فيها إيران، بل هي استمرار لعمليات مماثلة خلال سنوات عدة راح ضحيتها العديد من أفراد الشرطة البحرينية أثناء تأديتهم لمهام عملهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع مملكة البحرين، إضافة إلى العديد من النجاحات للأمن البحريني في إحباط مخططات متكررة للخلايا الإرهابية التي خططت لتنفيذ أعمال إرهابية تخريبية وفق عمليات استباقية أسهمت في إحباط تلك الأعمال بعد أن رصدت وحددت عدداً من البؤر الإرهابية وقبضت على مجموعة من عناصر تلك الخلايا التي شاركت في التخطيط والتنفيذ لجرائم إرهابية وتخريبية خطرة كان آخرها ضبط قارب محمل بالمتفجرات والأسلحة والذخائر في عرض البحر، وقبله ضبط مستودع في قرية دار كليب خزنت فيه الجماعات الإرهابية كمية كبيرة جداً أكد المختبر الجنائي بوزارة الداخلية البحرينية على الخطورة التدميرية لهذه المواد والتي يمكن أن تؤثر على نطاق واسع من مكان الانفجار، كون المستودع الذي ضبطت فيه عبارة عن منزل مجاور لمساكن مأهولة ومأتمنين، وأن انفجار المواد المخزنة، حسب تقديرات خبراء المتفجرات، تعادل ما مجموعة 222 كيلو جرام من مادة (TNT) ولو وقع انفجار لا سمح الله، فإن المدى القاتل والمؤثر، قد يصل إلى مئات الأمتار، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا. كما كشفت الداخلية البحرينية في أعقاب التحقيقات مع المتورطين في تخزين هذه المتفجرات عن أسماء قيادات هذه الجماعة الإرهابية الموجودة في إيران والمحكوم على أحدهم بالمؤبد في قضايا إرهابية سابقة، ويتولى عملية التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وشريك له هارب وموجود في إيران ومحكوم بالمؤبد في قضايا إرهابية سابقة، ويتردد على العراق، واللذان قاما بتشكيل وتجنيد مجموعة إرهابية تستهدف أمن كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من خلال تدريب العناصر الإرهابية عسكرياً وتهريب المتفجرات والمواد التي تدخل في صناعتها، وذلك بعد تسهيل سفرهم للعراق وإيران والخضوع لتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام المواد المتفجرة والأسلحة النارية وتدريبات خاصة بالغوص وزراعة الألغام والمتفجرات في البحر، وذلك في معسكرات تابعة لكتائب حزب الله العراقي والحرس الثوري الإيراني واللذين وفرا دعماً لوجستياً ومادياً للمجموعة الإرهابية المذكورة.. ومما يؤكد تدخلات إيران في الشأن البحريني ودعمها للجماعات التخريبية ما أكدته المعاينة والفحوصات المخبرية للمواد المتفجرة والصواعق والدوائر الالكترونية التي تم ضبطها في مستودع دار كليب بأنه لا يمكن تصنيعها محلياً، وأثبتت عملية تحليلها ومقارنة نتائج فحص جميع الأدلة المادية بما تم إحباط تهريبها على جسر الملك فهد في مارس 2015، والأخرى عن طريق البحر في ديسمبر 2013 وتلك التي تم ضبطها داخل مستودع للمتفجرات والذخائر بمنطقة "القرية" في ديسمبر 2013، تثبت أن إيران مصدر جميع تلك المواد والأدوات التخريبية.