استيقظ أهالي بلدة سترة الواقعة على الساحل الشرقي للبحرين، صباح أمس، على دويٌ انفجار، أدى إلى استشهاد وإصابة ثمانية من رجال الأمن، استخدم فيه الإرهابيون مادة من نوع «C4». واعتبرت وزارة الداخلية البحرينية الواقعة «مؤامرة تستهدف أمن المملكة»، فيما أعلن فصيل معارض يُدعى «سرايا وعد الله» تبنّيه الهجمة الإرهابية، موضحاً أنها «الأولى» له، متوعداً ب «المزيد في الأيام المقبلة»، وعبرت السعودية أمس عن استنكارها وإدانتها للحادث الإرهابي. وتحولت حافلة تابعة للأجهزة الأمنية، ومدرسة «غرناطة» الابتدائية للبنات إلى ساحة مليئة بالركام والدم. فيما أكدت وزارة الداخلية في بيانٍ (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن منفذي هذه الهجمة «جماعة تابعة لإيران». وذكرت «أن العملية الإرهابية التي تمت صباح اليوم (أمس) في قرية سترة، أدت إلى استشهاد اثنين من رجال الشرطة، وهما يؤديان واجبهما الوطني، وإصابة ثالث إصابة بليغة»، موضحة أن في ذلك «تطورات دراماتيكية خطرة، تعطي أبعاداً أخرى لحجم المؤامرة التي تستهدف أمن المملكة وسلامة مواطنيها والقاطنين فيها». ولفتت في البيان إلى أنه «في طور المعلومات الأولية التي تشير إلى استخدام المواد المتفجرة نفسها التي تم إحباط محاولة إدخالها من إيران أخيراً، فإن ذلك يعطي مؤشرات واضحة لسعي النظام الإيراني بشكل مستمر لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين، من خلال تجنيده أفراداً وجماعات وتدريبهم ودعمه عمليات إرهابية داخل المملكة». وأعلنت الوزارة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» عن «وقوع تفجير إرهابي بمنطقة سترة استهدف رجال الشرطة أثناء قيامهم بالواجب أسفر عنه استشهاد اثنين منهم وإصابة ثالث بإصابات بليغة»، لافتة إلى «نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وراوحت إصابات خمسة من رجال الشرطة بين البسيطة والمتوسطة». وأفادت أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن المتفجرات المستخدمة في التفجير هي من نوع المتفجرات نفسه الذي تم الكشف عنه خلال عملية إحباط تهريب مواد متفجرة وأسلحة لها علاقة بإيران إلى المملكة السبت الماضي، وعادة ما يتبنى معظم هذه الهجمات جماعات إرهابية، تدين بالولاء لإيران بخاصة. إلى ذلك، أعلن فصيل معارض يدعى «سرايا وعد الله»، تبنيه الهجمات الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن في بلدة سترة أمس، ونشر عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ما أسماه «بيان رقم 1»، وذكر فيه أن تلك الهجمة جاءت رداً على اعتقالات رجال الأمن المنتمين لهذا الفصيل، طوال الأعوام الخمسة الماضية. وذكر أن المنتمين له «يعملون ليلاً ونهاراً لقطع أيدي المعتدين، ومن أجل الدفاع عن مقدساتهم». وأوضح أن هذه العملية «أولى العمليات»، وتوعّد بالمزيد من العمليات، التي أشار إلى أنها ستحول عمل الأجهزة الأمنية إلى «جحيم». وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية السبت الماضي، إحباط عملية تهريب من المواد المتفجرة شديدة الخطورة من طريق البحر، إلى جانب أسلحة أوتوماتيكية وذخائر. وكشفت في بيانها عن أن أحد المقبوض عليهم تلقى تدريبات عسكرية في آب (أغسطس) 2013 بإيران، وأنه والمتهم الثاني اعترفا بالتنسيق مع إيرانيين لتسلم أربع حقائب في عرض البحر من قارب على متنه شخصان، وبعد ذلك تحرك قارب المقبوض عليهما باتجاه مملكة البحرين. وتشهد البحرين أعمالاً إرهابية منذ 2011، وهجمات تستهدف المدنيين وأفراد الشرطة. آل خليفة: طهران تزود الإرهابيين بالسلاح شدد السفير البحريني لدى المملكة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، على أن إيران مستمرة في تصريحاتها وسياساتها العدائية ضد بلاده، وتواصل إصرارها على التدخل السافر في شؤون البحرين الداخلية، مشيراً إلى أن «العديد من المسؤولين الإيرانيين يواصلون هذه الخطابات والتصريحات العدائية التي من شأنها استفزاز الشعب البحريني، وكانت آخرها تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنائي». وقال أمس (الثلثاء) إن «هذه التصريحات تقف ضد تطلعات وآمال الشعب البحريني، وتمثل تدخلاً مرفوضاً في شؤونها الداخلية، وتعدياً على سيادتها الوطنية، وخروجاً مستنكراً على القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والدبلوماسية كافة». وأوضح أن «هذه التصريحات تعكس هدفاً إيرانياً واضحاً هو إثارة الفتنة الطائفية في البحرين، وخلق أجواء من التوتر والاضطرابات في المنطقة بأكملها»، معرباً عن «بالغ الاستنكار والشجب لهذه التصريحات الإيرانية التي لم تتوقف السلطات الإيرانية عندها، بل مارست التحريض الإعلامي على الإرهاب، واتخذت مواقف عملية مباشرة تمثلت في دعم الإرهاب والتخريب والعنف، وتدريب العناصر الإرهابية وتمويل تنفيذ العمليات الإرهابية وتزويد المنفذين بالأسلحة والمواد المتفجرة، وتسهيل إيصالها إلى داخل البحرين». وأكد أن بلاده «في الوقت الذي تستنكر فيه هذه التصريحات والسياسات والأعمال غير المسؤولة من السلطات الإيرانية لتؤكد حرصها على إقامة علاقات طبيعية مع طهران، وفقاً لمبادئ حسن الجوار والنوايا الحسنة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة، واحترام سيادتها الوطنية واستقلالها»». سفيرة البحرين لدى لندن قلقة من التدخلات في شؤونها أعربت سفيرة البحرين لدى لندن أليس سمعان عن استيائها وخيبة أملها وقلقها الشديد إزاء تدخلات الجمهورية الاسلامية الايرانية المستمرة في الشأن الداخلي البحريني. وقالت: «ان تلك التدخلات لم تقتصر فقط على التصريحات العدائية والمستفزة المتكررة من قبل كبار المسؤولين خصوصاً ما صدر أخيراً عن المرشد الأعلى علي خامنئي، التي تمثل تهديداً صريحاً وتقويضاً بائناً لأمن البحرين واستقرارها وتشمل ايضاً ما أعلنت عنه السلطات البحرينية في 15 تموز (يوليو) الماضي عن اعتراضها لعدد من الزوارق البحرية القادمة من إيران والمحملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والمعدات العسكرية لاستخدامها في عمليات إرهابية في داخل البحرين». وأضافت: «مع وجود أدلة واضحة تثبت تورط الحرس الثورى الإيراني في تصنيع تلك الأسلحة، ونتيجة للاعتداءات المتكررة والتي أسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة وارتفاع الإصابات البالغة في صفوفهم وفي صفوف المدنيين الأبرياء جراء تلك الاعتداءات الإرهابية فإن مثل تلك الاعمال تعتبر تهديداً صريحاً بالمساس بالسلم الأهلي ومصدر قلق ليس للبحرين فقط بل للمنطقة بأسرها». وحضت مملكة البحرينإيران على ان توقف حملاتها المستمرة بتدخلها السافر في شؤون المملكة إذا كانت حقاً ترغب في بناء علاقات بناءة ومثمرة مع البحرين وباقي دول مجلس التعاون. وأكدت التزامها وعزمها على محاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، على الصعيدين المحلي والدولي، وحرصها في اتخاذ الإجراءات التي من شأنها اجتثاث وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب ومكافحة التطرف، علاوة على التزامها القوانين والأعراف الدولية وتمسكها بحقها في السيادة على ترابها الوطني.