أجواء الفرح والبهجة والتواصل الاجتماعي على طريقة أهل القرى والهجر في محافظة الخرمة تعتبر سمة سائدة بين الأهالي في عيد الفطر المبارك، حيث يحرص الجميع على تبادل الزيارات مهما كانت المسافات متباعدة أو في الصحراء، وشعار الجميع يقول الحق للكبير ومن هنا يأتي الفرح والأنس، ويلتقي الجميع على ولائم العيد خصوصاً في بعد صلاة العيد عند كبير الأسرة، ويتم تبادل التهاني بالعيد السعيد وسط روائح بخور العود واجود أنواع الأطياب، ومرور حلوى العيد في اطباق جميلة، ينشر الفرح في نفوس الصغار قبل الكبار، وتأتي المداعبات بين كبار السن والصغار حول نوعية ملابس العيد الجميلة. البر يجذب السكان والزوار: وخلال ايام العيد، يصنع الكل الفرح بطريقته ويجعل من ايام العيد سروراً وفرحاً، فالبعض بين اقاربه في القرى والبعض الآخر عند جماعته في الصحراء، وبين الشعاب والأودية وحول قطعان الأبل يكون الفرح ايضاً بأيام وبهجة العيد، حيث يحصل اللقاء بين القادمين من القرى والمحافظات وسكان البادية خصوصاً في اجواء المساء المعتدلة التي تعيشها صحاري محافظة الخرمة، هذا الجمال في البر جذب العديد من سكان المحافظة وزوارها خلال ايام العيد، لقضاء اوقات جميلة في شعابها والتمتع بالطبيعة الصحراوية المتباينة في صحاري الخرمة. "الرياض" قامت بجولة في هذه المناطق لتنقل فرحة العيد والاستمتاع بأجواء الصحراء في مخيمات اقاموها بمناسبة العيد السعيد بداية وبالقريب من شعيب الشعبة، التقينا مجموعة من الشباب وهم يمارسون بعض الالعاب والمسابقات الشعبية القديمة في حضور كبار السن. أجواء معتدلة تشجع للتخييم: وتحدث الينا فايز عبدالله قائلاً: إن اعتدال الجو في المساء جذبنا للخروج والتخييم في هذا المكان، وهي عادة سنوية، حيث تتيح لنا الاجواء الصحراوية ممارسة الالعاب الشعبية والتي تعلمناها من كبار السن وتعليم ابنائنا عليها، بالإضافة لجلسات السمر والتي تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى وقت متأخر من الليل، حيث يأتي كبار السن بالعديد من القصص والإشعار، وتحلو هذه القصص على وهج النار ورائحة الشواء ووسط هذا التواصل الاجتماعي بين الاقارب والذين حضروا من مدن المملكة، تحلو ايام العيد وتكتمل فرحة الصغار والكبار. وفي موقع آخر ايضاً، وبالقرب من وادي حثاق، التقينا سعود السبيعي وهو يقوم بإعداد وجبة العشاء مع مجموعة من الشباب، وفي اجواء معتدلة اختلطت برائحة الحنيذ الجميلة، قال السبيعي إن اجواء هذا العيد مناسبة للخروج برفقة الابناء الى الصحراء والتمتع بأجواء المساء المعتدلة، حيث يتواصل برنامج العيد بالمحافظة من خلال الالتقاء بالأهل والأقارب وتبادل تحية العيد معهم، ويضيف سعود انه يفضل اعداد الوجبات الشعبية خلال ايام العيد لأن لها طابعاً جميلاً وسط الاجواء البرية. التنزه في الأودية والشعاب: بدوره، يشير عبدالله عايض الى ان التواصل ووجود الاصدقاء والاخوان في ايام العيد فرحة في حد ذاتها، ويفضل زوارنا من المناطق الاخرى التنزه في اودية المحافظة وشعابها، والتقاط الصور التذكارية لهم ولابنائهم خلال العيد. وفي جلسة شبابية باحدى الاستراحات، التقينا حمود سعد وعبدالله خالد، وأشاروا إلى أنهم تعودوا على الجلسات الشبابية خلال ايام العيد، ويزيد من هذه المتعة وجود الاصدقاء، حيث يمارس الجميع بعض الالعاب الرياضية والشعبية، ويمتد البرنامج الى المساء، حيث جلسات السمر المعطرة برائحة القصائد والموروث الشعبي، مضيفين ان تداول هذه الاهازيج والقصائد خلال ايام العيد يحافظ عليها لأن لها اهمية في النصح والارشاد ووجود بعض المفردات الشعبية القديمة بها. فلكلور شعبي في الزواجات: اما سعيد عبدالله فقال إن معظم اهالي محافظة الخرمة يحرص على اقامة المخيمات الخلوية خلال ايام العيد، ولها برنامج مميز يشتمل على المسابقات الثقافية والالعاب الرياضية وتبادل الاحاديث الجانبية، وتستمر برامجها خلال الايام الثلاثة من العيد، ولها تأثير كبير على الجميع من حيث فرصة التواصل والتواجد في مكان واحد في وجود الاباء والأصدقاء، حيث لا يلتقون مع بعضهم ومع من يتواجدون في مدن خارج المحافظة إلا خلال ايام العيد. ويتخلل تلك اللقاءات جوائز وحلوى توزع للصغار ممن يشاركون في المسابقات، كما تقام خلال ايام العيد العديد من الأفراح الخاصة والزواجات، وخلالها يتم اللقاء بين الأسر ويتبادل الجميع التهاني بالعيد السعيد، وخلال هذه المناسبات يشارك الحضور في أداء الألوان الشعبية، ومنها العرضة والمحاورة والشيلات والسامري، وتقدم بالزي الشعبي ويتفاعل معها الكبار والصغار وهم يحملون السيوف في صفوف، ويرددون قصائد الولاء للقيادة والوطن وما يحلو من القصائد الشعبية القديمة. ألوان شعبية في العيد والزواجات الخروج للبر ضمن برنامج العيد لقاء عائلي في أجواء البر المعتدلة المزارع والشعاب تحتضن الزوار