تشهد شوارعنا وأسواقنا خلال العشر الأواخر زحاما شديدا واستنفارا عائليا كل عام بسبب تعود الناس على التسوق في الوقت الضائع، وعدم التنظيم، والاستعداد المبكر لقضاء مستلزمات الأسرة في رمضان والعيد، ما جعل كثيرون يقعون في زحام الشوارع الذي يربك حركة السير ويخنق مداخل المدن وخارجها. كثير من الأسر لا تتذكر مستلزمات العيد إلا عند دخول العشر الأواخر من رمضان حيث تمتلئ الأسواق والطرقات، والكل على أعصابهم، لعدم توافر ما يريدون الحصول عليه بسهولة، ونفاد الملبوسات، أو عدم توافر مقاسات مناسبة لبعضهم، الذين يقعون في الخطأ كل عام. "الرياض" رصدت هذه الظاهرة في عدد من الأسواق التجارية.. في البداية تحدث عبدالله الحزيم قائلا: رمضان شهر عبادة وتزود من الطاعات وعمل الخير فيجب ان يحظى الإنسان بالروحانية ويستثمرها، فخروج الأسر للأسواق لشراء مستلزمات العيد يجعل الطرقات تزدحم بالسيارات، وكذلك المولات والمحال التجارية، ما يزيد من صعوبة التنقل وقضاء الأمور الضرورية لمن لديه حالة إسعافية لا قدر الله، فضلاً عن عدم الاستفادة من الوقت في ليالي رمضان المباركة، إلى جانب أن بعض التجار يزيدون في أسعار السلع في العشر الأواخر، مستغلين حاجة الناس لشراء مستلزماتهم قبل العيد مثل الآخرين، على عكس شهر شعبان، حيث تكون الأسعار فيه مناسبة وأقل من رمضان. وذكرت السيدة سارة محمد أنها تأتي إلى الأسواق من أجل شراء ملابس العيد ومستلزماته لأطفالها بصحبة زوجها بسبب ارتباط زوجها بالعمل واجازته تتوافق مع العشر المباركة فتقع في الزحام لما تشهده الرياض من حفريات وعمل مستمر في شوارعها، ما زاد الوضع سوءا إلاّ أنها تجد نفسها مضطرة لذلك، مبينة أن رب الأسرة يتحمل جزءاً من المسؤولية في ترتيب الوقت، واختيار الأوقات المناسبة للتسوق، إما قبل "رمضان" أو في بدايته قبل الزحام فالمسؤولية تقع على الجميع. وأشار أحمد علي بائع عطورات الى أن الغريب والملفت في كل عام ان زحمة الشراء والبيع تزداد بشكل كبير في العشر الاواخر من رمضان المبارك، متسائلا عن سر ذلك الاقبال الكبير؟ الا انه ابدى سعادته في نفس الوقت مؤكدا ان ارباحه في العشر الاواخر وقبل العيد بيوم او يومين تكون مضاعفة وهذا شيء جيد نحمد الله عليه. إدارة الوقت وقالت نورة أم مشاري لاشك ان ادارة الوقت مهمة جدا والترتيب المسبق يجنب الأسر الوقوع في الخطأ المتكرر كل عام وهذا مشاهد في أسواقنا خصوصا في العشر الأواخر المباركة، ما يضاعف من الزحام وعدم التركيز في شراء المستلزمات المهمة التي جاءت الاسرة من أجل شرائها؛ لقصر ساعات الليل في رمضان فمن وجهة نظري ان يقوم رب الاسرة بشراء مستلزمات العيد في بداية رمضان تجنبا للزحام واستثمار ليالي العشر المباركة في طاعة الله والتزود من الخير. وبينت هيا محمد ام عبدالله أنه مع تزاحم كثير من الاسر في الاسواق في رمضان الا ان هناك جانبا ايجابيا عند كثير من الاسر باستغلال الفرصة وشراء حاجيات العيد قبل شهر رمضان؛ لكي يتمكنوا من التفرغ للعبادة في شهر الخير ولا شك ان التوعية والتخطيط عند رب الأسرة عاملان مهمان في اختصار كثير من الوقت وتفاديا للوقوع في ما يقع فيه المتسوقون كل عام من حيث الزحام ونفاد ما يريدون من مستلزمات ضرورية. توقيت الراوتب أحد الأسباب وأشار محمد عبدالله الرشيد الى ان سبب ارتياد كثير من الأسر للتسوق في العشر الأواخر من رمضان هو تزامنها مع إيداع الرواتب في حسابات الموظفين والموظفات، اضافة الى أن أصحاب المحال التجارية، يلجؤون إلى حيل استغلالية، من خلال الاعلان عن بعض التخفيضات على قطع معينة رخيصة لتصريفها فتقبل عليه الأسر فتتفاجأ برداءتها فيضطرون الى شراء انواع غيرها من نفس المحل بأسعار مختلفة وغالية، ما يسهم في الازدحام الشديد على الأسواق التجارية واغلاق الطرقات وضياع الأوقات من دون الوصول الى نتيجة تذكر وتتكرر الحالة كل ليلة حتى يتم الاعلان عن عيد الفطر المبارك وبعض الأسر لم تنته من شراء مستلزمات العيد. جشع التجار واشار اخصائيون اجتماعيون الى عدة عوامل سلبية تنضوي خلف تسوق الأسر في العشر الأواخر من رمضان، أبرزها ضياع الوقت بسبب الزحام، إلى جانب الوقوع في طمع التجار الذي يرفعون الأسعار في تلك الفترة، مبينين أن الأسرة تمر بمنعطفات مادية تؤثر في رب الأسرة، أولها التسوق من أجل شهر رمضان، ثم من أجل عيد الفطر، وبعدها شراء مستلزمات الدراسة. وقالوا إن علاج هذه الظاهرة المتكررة سنوياً، يكمن في التخطيط المناسب، واستغلال الأوقات المناسبة للتسوق سواء للمستلزمات الرجالية أو النسائية، أو حتى المواد الغذائية، ما سيخفف الازدحام المروري للسيارات أو الأسواق، إلى جانب أنه يقطع الخط على جشع التجار الذين يستغلون مثل هذه المواسم في رفع الأسعار. وأكدوا أن الآثار النفسية تنعكس على الأسرة من خلال الارتباك أثناء التسوق، ما يجعلهم يسعون إلى الشراء بأي ثمن حتى يتسنى لهم الخروج من زحام السوق. أما الشاب مشعل الشينان ومحمد علي فيقولان إن الشراء في العشر الاواخر لتجهيز مستلزمات العيد له طابع آخر حيث نذهب جميعا كمجموعة من الشباب لسوق الزل في الديرة، نظرا لتوافر جميع ما يتطلبه الشباب من اغراض كالشمغ والاحذية بجميع انواعها والطواقي اضافة الى الملابس الداخلية، ففي ذلك توفير للوقت والجهد مع ما نتعرض له من ازدحام شديد اثناء توجهنا للتبضع للحفريات التي تشهدها العاصمة هذه الفترة. غياب التخطيط وقال إن عادة الشراء في أواخر شهر رمضان او أي مناسبة أخرى امر متأصل في كثير من المواطنين والمقيمين بسبب عدم التخطيط والترتيب، فعلى الاعلام توعية الناس من خلال قنواته المسموعة والمقروءة والمرئية حفاظا على الوقت وتجنبا للازدحام الذي يحصل بسبب هذا الهجوم العنيف على الاسواق والمحال التجارية برغم الفرص المتاحة للجميع في اوقات ليس فيها ازدحام، فالعاقل من يستفيد من تلك الفرص ويجنب نفسه وعائلته الازدحام لكي يتمكن من شراء ما يلزمه بكل اريحية. حضور العوائل بجميع أفرادها للتسوق سبب للازدحام والشراء العشوائي مجموعة من الشباب يفضلون الشراء في أوقات متأخرة عدم التخطيط واختيار الوقت المناسب سبب الازدحام (عدسة/ نايف الحربي) استراحة للمتسوقات بعد عناء وجهد سيارات تحيط بالأسواق بانتظار المتسوقين