أحدث تسوق اللحظات الأخيرة في الأسواق والمراكز التجارية ارتباكا داخل المنازل وفي الشوارع ليلة العيد، ولم يقتصر التزاحم على الأسواق بل انسحب على صالونات التجميل النسائية وكل ما له علاقة بثقافة الاستهلاك. تقول وفاء خالد موظفة المرأة سواء عاملة أو ربة منزل ينبغي أن تخطط جيدا لمشتريات مستلزمات العيد سواء في ما يخص الملابس أو تجديد ديكور المنزل، حيث إن الانتظار للحظات الأخيرة قبل العيد للتوجه للتسوق، يؤكد العشوائية في تخطيط الأسر للعيد خاصة عندما يكون الزوج مرتبطا بالعمل فهو لا يستطيع تمضية مشاوير اللحظات الأخيرة مما يشعل الخلافات بين الطرفين وتفسد فرحة الاحتفال بالعيد. وترى نهلة سالم ربة منزل أن تأجيل شراء المستلزمات إلى الأيام الأخيرة من شهر رمضان يعد عادة غير محببة ينبغي التخلص منها، إلا في حال المشتريات الضرورية كحلوى وإفطار العيد أما خلاف ذلك فليس للزحام أي مبرر سوى عدم التخطيط وغالبا يشترك فيه الزوجان وأحيانا أخرى يكون الزوج على خلاف مع زوجته ولا يجعلها تشتري إلا في اللحظات الأخيرة. وفي السياق نفسه تقول هدى إبراهيم موظفة غالبا ما يكون الازدحام في الشوارع والأسواق ليلة العيد بسبب شراء بعض الكماليات من أثاث ديكور المنزل أو في محال بيع الأدوات المنزلية لأنه في الغالب تخطط الزوجة لشراء الملابس منذ وقت مبكر لأنها هي من تحمل على عاتقها تنظيم وترتيب حاجيات الأبناء. أما رنا أحمد ربة منزل فتقول أشتري مستلزمات الأبناء من الملابس عبر مواقع البيع على شبكة الإنترنت أو في موسم التخفيضات وعند السفر، لأتفرغ لاستقبال العيد مع الأسرة، مع ملاحظة أن التسوق في اللحظات الأخيرة يكون للشباب الذين يحبذون الشراء بصحبة أصدقائهم بعيدا عن الأسرة. وتضيف سامية عبدالله موظفة لا أحبذ تسوق اللحظات الأخيرة أو حتى نظافة المنزل، وذلك من أجل الحد من استغلال الخادمات لرفع الأسعار خاصة ممن يعملن بالساعة. وبدورها دعت الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة آمال فلمبان، الأسر للتخطيط المبكر ورصد ميزانية المشتروات سواء للضروريات أو الكماليات من أجل تنئشة الأبناء على ثقافة الاستهلاك المعقول والبعد عن العادة في شراء الاحتياجات في اللحظات الأخيرة في مثل موسم رمضان والأعياد، مضيفة أن عدم التخطيط الجيد لميزانية الأسرة يسبب العديد من المشكلات بين الأزواج وتبادل الاتهامات بالتقصير في تلبية شراء المستلزمات من مواد غذائية أو تخص المنزل كتجديد الأثاث والديكور، مشيرة إلى أن الوعي بضرورة تجنب الازدحام وترك المجال للأسر التي لم تساعدها ميزانيتها على شراء مستلزمات العيد منذ بداية شهر رمضان يسهم فعليا في الحد من زحام الشوارع ليلة العيد، إذ ينبغي ترتيب الأولويات واستغلال مواسم التخفيضات التي تعلن عنها المراكز التجارية في موسم الصيف والربيع لشراء الاحتياجات وفق أسعار معقولة تراعي ميزانية الأسر وتعزز لديها ثقافة ترشيد الاستهلاك، مؤكدة أن التخطيط الاجتماعي يعد حلا لمواجهة ارتباك اللحظات الأخيرة لاستقبال العيد.