تحولت ثقافة التصوير في المناسبات والمواسم، في الأونة الخيرة إلى ظاهرة حديثة في المجتمع السعودي، نتيجة تطورها وانتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أسهمت في توجيه النظرة القاصرة من قبل بعض أفراد المجتمع تجاه التصوير إلى تسابق على المصورين لتحديد مواعيد للقيام بالتصوير في المناسبات الخاصة لاسيما العائلية. وعلى الرغم من خصوصية المجتمع السعودي، إلا أن المصورين السعوديين ومن خلال حرصهم على البحث عن العمل الذي يتناسب مع هواياتهم واحترامهم للعادات والتقاليد، أجبروا العديد من الأسر على استقطابهم لتصوير مناسباتهم في الأعياد وحتى الزواجات، إلى جانب حفلات التخرج والميلاد. ويرى العديد من الأسر أن الشاب السعودي بات مؤهلاً ومميزا، لامتهان التصوير وتوثيق كافة الأحداث الجميلة لهم، موضحين أن الثقة المتبادلة هي عنوان الاتفاق بينهم، لاسيما في حدوث العديد من التسربات التي حصلت مسبقاً لصور عدد من العائلات نتيجة قيام وافدين بتصويرهم ثم محاولة ابتزازهم. وقال المصور أحمد الجمعان: إن الطلبات على تصوير المناسبات زادت وبشكل كثيف نتيجة موسم رمضان وإقبال عيد الفطر المبارك، مبيناً أن الحجوزات انهالت عليه من قبل عدد من الزبائن القدامى والجديد، إضافة إلى تنامي الإقبال عليه خصوصا بعد نشره لصور الطبيعة، وإدخال الخلفيات عليها. وأضاف الجمعان أن عددا من الزبائن قاموا بتحديد نوعية الصور التي يودون الظهور بها خلال أيام العيد، مشيراً إلى أن غالبيتها تتكون من الزي السعودي، والذي يحتوي على الثوب والشماغ، إلى جانب إدخال بعض الملابس الأخرى كالبشت والدقلة، لافتا إلى أن تلك الطلبات تزداد يوماً عن الآخر، نتيجة تغير أفكار المواطنين عن السابق، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وكونها عاملا رئيساً في التحول. عبدالله العصيمي من جهته وصف المصور وصاحب شركة متخصصة في هذا المجال عبدالله العصيمي، شهر رمضان ب"الخير"، موضحاً أنه منذ بداية الشهر والطلبات تنهال على المصورين حتى نهاية العيد السعيد، مبيناً أن الناس تهوى التصوير في الشهر الكريم، وأن الزبائن يتواصلون وبشكل مستمر في بداية أول أيام العيد والذي يتوافق مع الزيارات العائلية، إلى جانب الزواجات والمناسبات الخاصة، لافتا إلى أن وجود تحول كبير في أفكار المجتمع السعودي عن السابق، وذلك من خلال حرصهم الشديد على توثيق كافة الأحداث السعيدة. وأشار العصيمي إلى أن حرص المواطنين على توفير المحترفين في التصوير ومحاولة إخراج الصور بشكل جميل يتناسب مع حجم وجمال المناسبة، أدى ذلك إلى تسابقهم على حجز مواعيد مبكرة مع المصورين لضمان عدم انشغالهم مع آخرين.