ناصر الشمراني لا تزال لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم موضع خلاف بسبب قراراتها المثيرة للجدل خلال المواسم الماضية، وعلى الرغم من تعاقب أكثر من رئيس للجنة إلا أن حالها لم يتغير، حتى اصبحت واحدة من أسوأ لجان اتحاد القدم إن لم تكن أسوأها على الإطلاق، ويحمًلها كثيرون مسؤولية زيادة الاحتقان في وسطنا الرياضي بسبب تباين القرارات واختلافها بحسب النادي، مما يتسبب في انتشار التعصب وزيادة التشنج بين الجماهير الرياضية. وعلى الرغم من وجود لائحة خاصة بالإنضباط في اتحاد القدم إلا أنها لا تتقيد بها في كثير من الأحيان، ويختلف تفسيرها للمواد وللأحداث بين فترة وأخرى، ولعل هذا الأمر يعد أحد اهم الأسباب التي جعلت الرياضيين يشككون في قراراتها غير مرة حتى لو كانت صحيحة، لأن الثقة بين الطرفين باتت معدومة إلى حد كبير، ولعل أكبر دليل على سوء عمل هذه اللجنة هو كثرة قضايا الاستئناف التي كسبتها الأندية بعد أن استأنفت قرارات الانضباط. على سبيل المثال لا الحصر مرت بعض الأحاديث الاعلامية التي حملت تجاوزات خطيرة مرور الكرام ووقفت معها لجنة الانضباط موقف المتفرج، فيما عوقب آخرون بسبب أحاديث مماثلة أو حتى أقل منها، كما سبق للجنة وأن أكدت بأنها لا تعترف بأي مقاطع فيديو مصورة من قبل الجماهير أو غيرهم، وأنها لن تستند إلا على المقاطع المصورة عن طريق القناة الناقلة، وسبق لها وأن رفضت النظر في قضية الأهازيج المسيئة التي رددتها رابطة الأهلي ضد حارس الشباب وليد عبدالله بسبب أن المقطع المنتشر ليس من القناة الناقلة، ولم تأخذ اعتراف رابطة الأهلي بالفعل بعين الاعتبار، لكنها عاقبت مؤخراً ناصر الشمراني بالإيقاف أربع مباريات وغرمته مالياً بسبب مقطع فيديو صوره أحد المشجعين في المدرجات وأظهر بصق الأول على مشجع وهو ما يتعارض مع سياستها التي سبق وأن أعلنت عنها، وفي ذات المناسبة انتشر مقطع فيديو لمحترف النصر الأوروغوياني فابيان قام من خلاله بحركة لا أخلاقية تجاه الهلال لكن الانضباط لم تصدر بحقه أي عقوبة، كما انها عاقبت في وقت سابق نائب رئيس الهلال السابق محمد الحميداني بسبب مقطع صوره أحد المشجعين. مسألة ضبط الأمور في كرة القدم السعودية وفرض الانضباط على ممارسيها لا تحتاج إلى اختراع، لدينا لائحة انضباط فيها مواد وقوانين، وكل ما على لجنة الانضباط أن تفعله هو تطبيق تلك المواد على المخالفة بشكل صحيح ودون النظر في مرتكبها، لا لون شعاره ولا قوة إعلامه ولا صوت إدارته أو رئيسه. ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ينتظره عمل مهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه في لجنة الانضباط من خلال غربلتها والإستعانة بأسماء كفؤ من شأنها أن تعيد ثقة الرياضيين فيها، وعلى اتحاد القدم الا يستهين أبداً بهذا الملف، لأن هذه اللجنة إلى جانب لجنة الحكام من أخطر اللجان، نظراً لأهميتهما في اللعبة وقدرتهما على ترجيح كفة فريق دون الآخر. وليد عبد الله