تعتبر لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم واحدة من أكثر اللجان إثارة للجدل في وسطنا الرياضي، وعلى الرغم من أن لوائحها واضحة ومعلنة ومتواجدة في أيدي الرياضيين قبل مسؤوليها إلا أنهم لا يزالون في كل مرة يثيرون احتقان الجماهير الرياضية بقراراتهم من ناحية وبتجاهلهم لبعض الأحداث من ناحية أخرى. جُل المنتمين لوسطنا الرياضي انتقدوها في مناسبات عدة حتى وصل بهم الحال إلى توجيه النداءات للمسؤولين لإعادة تشكيلها بسبب فشل مسيريها في عملهم، إلا أن اتحاد القدم له رأي مغاير إذ أعاد تشكيل عدد من اللجان وأبقى على لجنة الانضباط برئيسها الحالي، ولا نعلم قرار تجديد الثقة على ماذا بُني، على الرغم من أنها أصدرت في الموسم الماضي أكثر من قرار "ابطلته" لجنة الاستئناف باتحاد القدم. ولم تستفد اللجنة من أخطائها، ففي هذا الموسم أثارت احتقان الوسط الرياضي مرتين، على الرغم من أننا لا نزال في بداية الموسم ولم ندخل معتركه الشرسة بعد، القضية الأولى هي تجاهلها للشكوى التي تقدمت بها إدارة الشباب ضد جماهير الأهلي بسبب الهتافات المسيئة التي تعرض لها الحارس وليد عبدالله في مباراة الفريقين والمثبتة في أحد المقاطع، ولم تصدر تلك العبارات المسيئة من مشجعين عاديين، بل ان رابطة النادي الرسمية هي من تبنتها، واعترف رئيس الرابطة اعلامياً بصحة ذلك معللاً بالاستفزازات التي تعرضت لها الجماهير من وليد عبدالله، وعلى الرغم من وجود مقطع يدين الجماهير الأهلاوية، واعتراف رئيس الرابطة الذي يعد "سيد الأدلة" إلا أن اللجنة لم تتحرك ولم تصدر أي عقوبة ضد الأهلاويين، وستفتح بذلك الباب على مصراعيه لبقية الجماهير لفعل ذات الخطأ. أما القضية الثانية فهي معاقبة نادي الشباب وتغريمه عشرة الآف بسبب حصول ستة لاعبين في مباراة الأهلي على بطاقات صفراء، وهذا القرار صحيح ولا جدال فيه، لكن ماذا عن النصر الذي لعب مع الفتح قبل مباراة الشباب بأربعة أيام وحصل ستة من لاعبيه على بطاقات صفراء ولم يغرم إلا بعد أن أثيرت القضية في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وتعرضت اللجنة لحملة واسعة من الانتقادات، وهذا الأمر جعل اللجنة موضع شك لدى الرياضيين واتهمها البعض بأنها تكيل بمكيالين. لجنة الانضباط الحالية أحرجت اتحاد القدم كثيراً بقراراتها، سواء تلك التي ابطلتها لجنة الاستئناف أو لتجاهلها بعض القضايا الواضحة والتي لا تحتاج لأي تأليف، وعلى اتحاد القدم أن يعيد حساباته تجاه هذه اللجنة، فالاحتقان الذي يعاني منه وسطنا الرياضي لا يحتمل تخبطات أي لجنة من لجان اتحاد القدم.