جرت هذه القصة كما يرويها ابراهيم اليوسف (2/61) على عبدالمحسن بن راشد العوهلي من أهل روضة سدير خرج مسافرا بصحبة رفيقيه مساعد الغزي وعبدالعزيز البادي في يوم 19/3/1402ه متجهين من الرياض الى الزلفي وبينما هم في الطريق وقع عليهما حادث مروع اسفر عن وفاة رفيقي سفره ونقل العوهلي وهو في حالة حرجة دخل اثرها في غيبوبة استمرت أكثر من شهر وأهله بين اليأس والرجاء ولكن رحمة الله واسعة فبعد هذه المدة الطويلة أفاق وتساءل عن وضعه ووضع رفاقه فأخبر بما جرى له وبوفاة رفيقيه في الحادث فتأثر لذلك كثيراً واستحوذ عليه الحزن الشديد وطلب ورقة وقلما ليكتب وصيته لأنه رأى أنه في حالة يرثى لها فظن أن الموت دانيا فكتب الوصية وقد ضمنها قضاء ثلاث حجج احداهن له والباقيتين لصديقيه الغزي والبادي وأرفق مع الوصية خمسة أبيات هي: هالعام ابا احج لمساعد والعام الآخر لابن بادي كاني بدنياي متساعد ذي نيتي والله الهادي اللي توفوا وأنا قاعد في حادث صار لا عادي اوصيت في برهم واعد والبر عادت الأجوادي وان مت ما أوفيت هما لماعد يوفيه عني حدا أولادي ولكن يريد الله للعوهلي ان يتماثل للشفاء ويعود لصحته وينفذ وصيته بنفسه، فلاشك أننا امام صفحة مضيئة من صفحات الوفاء التي تشد الإعجاب وتبعث على التقدير.