هناك الكثير من الأعمال الغنائية العربية التي طرحت في الأسواق الخليجية وفي العالم العربي ومع ذلك لم تعد تحقق ذلك العائد المادي الكبير على شركات الإنتاج، خصوصاً بعد أن تمكنت الأغنية الخليجية مؤخراً من السيطرة على جميع منافذ البيع وأسواق الكاسيت وبدت تتسرب جميع تلك الأغاني إلى آذان المستمع العربي سواء كان المصري أو اللبناني أو السوري أو المغربي.. أصبح للأغنية الخليجية مذاق مختلف وحضور جميل بعد أن كانت تعاني من الحصار المميت الذي كانت تفرضه علينا وسائل الإعلام العربية المختلفة وخصوصاً في مصر، حيث انه لم يكن يذاع لنا هناك إلا أغنية (مقادير) لطلال مداح و(أبعاء) لمحمد عبده فقط من بين كل هذه الأغاني الخليجية الكثيرة، بل أن بعض الإذاعات حاولت طمس جميع الأغاني الخليجية التي كانت تقدم بصوت نجاح سلام وفهد بلان ونجاة الصغيرة وصباح ووردة الجزائرية وهيام يونس وغيرهن من المطربات العربيات. وفي ظل هذا الانفجار الإعلامي الضخم أصبح للأغنية الخليجية مكانتها الفنية الخاصة وحضورها الطاغي في جميع القنوات والإذاعات العربية وما زالت أيضاً قناة مصر العربية هي القناة الوحيدة التي تمنع وبشدة دخول وعرض أي أغنية خليجية على شاشاتهم الفضية مهما كانت أهميتها. الأسواق الخليجية استقبلت مؤخراً مجموعة كبيرة جداً من الأعمال العربية والخليجية واستطاعت الأغنية الخليجية أن تسحق العربية تحت أقدامها وبقسوة وشراسة لا مثيل لها لدرجة أن أغلب المطربين العرب خرجوا عن هدوئهم وبدأوا في إثارة المشاكل مع شركات الإنتاج الخاصة بهم كما حدث مع راغب علامة الذي لم يحقق في البوم الحب الكبير مع عالم الفن أي نجاح يذكر ولم يستطع أن يظهر وسط هذا الزخم الهائل من الأغاني الخليجية وكذلك مصطفى قمر وعمرو دياب بألبوم (ليلي ونهاري) ومحمد فؤاد بأغنية (حبيبي يا) وهاني شاكر (بقربي منك) وأنغام (بحبك وحشتيني) وغيرها الكثير وانصرف البعض إلى شراء (الحب الجديد) لعبدالمجيد عبدالله و(عفناك) لراشد الماجد و(الأماكن) مؤخراً لفنان العرب وظهرت مع ظهور الفضائيات الخليجية المختلفة مجموعة من الأصوات الجميلة وحققت حضوراً كبيراً من دولة العراق حيث استحوذت مؤخراً الأغنية العراقية أيضاً على اهتمام بالغ من قبل وسائل الإعلام وظهرت أصوات عراقية لها حضورها في الوقت الحالي وهي تصنف كأقوى حضور فني جديد في هذه المرحلة الفنية الجديدة. الغريب في الأمر أن الكثير من الأصوات العربية بدأت تبحث عن أغنية خليجية في كل البوم وهذا الأمر جعل بعض التجارب الفنية تبدو مضحكة وغير مستساغة كالذي حدث مع وائل كفوري ووليد توفيق وراغب علامة ونجوى كرم وباسكال مشعلاني والكثير الكثير. أصالة نصري بعد نجاح ألبومها الخليجي (أوقات) استطاعت أن تشغل المساحة الفنية الفارغة التي تركتها لنا ذكرى في قلوبنا واستطاعت أن تقدم أعمالاً فنية جيدة تصنف أنها مرحلة جديدة في الغناء الخليجي أما في الألبوم الأخير فقد رأينا وسمعنا طريق العبث الواضح في أعمالها المصرية الجديدة كما أن الألبوم لم يحرك ساكناً في سوق الكاسيت وبدأ أقل جمالاً ولم يكن بحجم النجاح الذي حققه البوم أوقات.