شهدت المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين والتي جمعت الهلال والنصر حضورا جماهيريا كبيرا لم يقتصر على أنصار الناديين من داخل حدود الوطن بل تواجد إعداد كبيرة من عشاق الفريقين في الخارج وشوهدت جماهير من الإمارات وقطر في مقدمة الحضور وأكدوا ان هذه المواجهة وهذا الحدث الكبير لا يمكن تفويته. واكتظت الساحات الداخلية والخارجية لملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بأعداد كبيرة من الجمهور قبل ساعات من فتح البوابات الالكترونية لمدرجات ملعب المباراة وبذلت الجهات الامنية جهدا رائعا لتسهيل حركة المرور وتنظيم دخول وخروج السيارات داخل محيط الملعب حتى مع التواجد الجماهيري الكبير. وكانت للجماهير الهلالية الأسبقية في إغلاق مدرجاتها منذ وقت باكر بعد أن قامت بتعبئة مقاعدها في وقت قصير بعد فتح البوابات الداخلية عكس الجماهير النصراوية، وكعادتها، واصلت السوق السوداء تشويه جمالية الحدث من خلال حرمان عدد من الجماهير التواجد في العرس الكبير الا اذا دفعت مبالغ طائلة إذ وصل سعر الدرجة الموحدة 400ريال والفضية 2500 ريال والذهبية 4000ريال واضطرت اعداد كبيرة من الجماهير للشراء من السوق السوداء بعد إغلاق منافذ البيع بالمدينة الرياضية لنفاد التذاكر في منصة مكاني. ولم تكن هذه الاشكالية هي الوحيدة بل تم حرمان أعداد كبيرة من الدخول على الرغم من وجود تذاكر بحوزتهم إذ اتضح أن شريط الرقم التسلسلي استخدمه مشجع آخر اثناء مروره من البوابة الالكترونية ووقع ضحية السوق السوداء. وكشف مسؤولو الشركة المسوقة للتذاكر أن نسبة دخول المشجعين الذين استخدموا تذاكر السوق السوداء ضئيلة جدا ولا تكاد تذكر، الذي قام بالشراء من السوق السوداء واحد بالمائة واتضح ان هناك من يقوم بتصوير التذكرة وبيعها للجمهور. من جهة ثانية قدمت اللجنة الإعلامية بالاتحاد السعودي لكرة القدم عملا اعلاميا متميزا من خلال الكتيب الذي اصدرته على هامش المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين وتناول الكتيب الذي جاء بعنوان "عُرس الرياضة" تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد وتصريحات رئيسي الناديين ولاعبي الفريقين وجوانب مهمة لكأس خادم الحرمين الشريفين وابطال هذه المسابقة منذ انطلاقتها حتى قبل مواجهة الامس. واختتم المشرف العام على الادارة العامة للإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب رجاء الله السلمي الكتيب بمقال بعنوان "ليلة من ذهب" ستظل خالدة بكل تفاصيلها في اذهان ابناء الوطن ورياضية. وأكد رئيس اللجنة الإعلامية حسين الشريف ان فكرة هذا الكتيب بدات قبل ايام وهدفت لتقديم مادة اعلامية متميزة ولعله اول مرة يصدر هذا الكتيب على هامش مباراة نهائية. الحماس بلغ ذروته أجواء ساخنة سبقت نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الغريمين التقليديين الهلال والنصر، وعلى الرغم من الهدوء الذي سبق اللقاء في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي إلا أن حماس الجماهير كان يزداد كلما اقترب وقت المباراة حتى بلغ ذروته قبيل ساعات من بدايتها. وسطر ناديا الهلال والنصر لوحة وطنية رائعة في مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة بعد أن عززت جماهيرهما حب الوطن والمليك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال "التيفو" الوطني الذي زين المدرجات ووحد ألوان الفريقين على رغم حجم المنافسة الكبيرة بينهما، لكنهما أثبتا بأن لا شيء يعلو فوق "الوطن"، ووضعت جماهير الزعيم عبارة "سلمان الشهامة" في واجهة الملعب، إضافة إلى شعار النادي على كامل المدرج خلف المرمى، وحمل تيفو جماهير "فارس نجد" عبارة "سلمان في قلوبنا"، أما خلف المرمى الآخر فتواجد شعار النصر. زحف جماهيري باكر على الرغم من الإعلان الرسمي المسبق للمسؤولين بموعد فتح بوابات الملعب للجماهير في تمام الساعة الرابعة عصراً إلا أن أعداداً كبيرة منهم تواجدوا هنالك منذ الصباح، وتحملوا الأجواء الحارة جداً والرطوبة العالية، وتدافعت الجماهير فور فتح البوابات وكان هنالك إقبال أكبر للجماهير الزرقاء التي ملأت الجزء المخصص لها بالكامل قبل بداية المباراة بثلاث ساعات، فيما لم تملأ جماهير الأصفر نصف مدرجاتها في ذات الوقت. وعلى الرغم من مجهودات رجال الأمن والخطة المرورية المميزة التي رسمت لتنظيم وتسهيل الوصول إلى الملعب إلا أن الطرق المؤدية له في المنطقة المحيطة شهدت ازدحاماً مرورياً كبيراً كان في ازدياد كلما أقترب موعد المباراة، وهو مادفع بعض الجماهير إلى ركن سياراتهم في مناطق بعيدة عن المدينة الرياضية والذهاب مشياً على الأقدام. أبدت الجماهير تضجرها من عدم الالتزام بأرقام المقاعد المدونة في التذاكر، إذ كان جلوس أغلب الحاضرين عشوائياً، وانتقدوا المنظمين كونهم لم يجبروا أعداداً كبيرة من الجماهير على الالتزام بالمقاعد، وكان المهتمون بشأن الكرة السعودية قد طالبوا في أوقات سابقة بترقيم المقاعد والتذاكر حتى يضمن المشجع مقعده ولا يحتاج للذهاب إلى الملعب قبل المباراة بساعات، ونجح المسؤولون في فعل ذلك لكن الجماهير والمنظمين لم يفلحوا في تطبيق هذه السياسة في أرض الميدان. لاعبو الهلال أولاً كما جرت العادة في المباريات الجماهيرية نزل لاعبو الهلال قبل المباراة بأكثر من ساعة وذلك لمعاينة أرضية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة والتعود على الأجواء الجماهيرية الصاخبة وامتصاص حماس الجماهيرية النصراوية، ووضح إعجاب الهلاليين بالجماهير المتواجدة في المدرجات إذ التقطوا صوراً لها، فيما نزل لاعبو النصر للتسخين والإحماء قبل الهلاليين، وسط تحية كبيرة من جماهير الفريقين. وقبل بداية المباراة التقط لاعبو الفريقين صورة جماعية مع بعضهم عكست حجم الروح الرياضية، وأهدى لاعبو الهلال باقات ورد للجماهير النصراوية، وفعل النصراويون ذات الأمر مع جماهير منافسهم، في بادرة مميزة من الفريقين لنبذ التعصب الرياضي الذي شوه الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة. كلنا سلمان.. هكذا لسان حال مدرج النصر والهلال في ليلة البطولة الكبرى كلنا سلمان.. هكذا لسان حال مدرج النصر والهلال في ليلة البطولة الكبرى مشجع إماراتي حضر النهائي الكبير النصر والهلال.. أنموذج مميز في نبذ التعصب من أجل الوطن المدرجات شهدت تواجد بعض الجماهير القطرية (عدسة / محسن سالم)