يرى محللون ان الغارات المحددة الأهداف التي يشنها الجيش الاسرائيلي على ناشطين فلسطينيين يمكن ان تضعف الحركات المسلحة الفلسطينية لكنها تهدد بنسف الهدنة غير المعلنة المطبقة بصورة عامة والتسبب بعمليات رد اشد عنفا. وكان الاسبوع الماضي داميا حيث سجل خلاله استشهاد 13 فلسطينيا في عمليات عسكرية اسرائيلية بعد عملية استشهادية تبنتها حركة الجهاد الاسلامي واوقعت خمسة قتلى في 26 تشرين الاول - اكتوبر في خضيرة شمال فلسطينالمحتلة. واثر مقتل عنصر في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وآخر من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح في غارة اسرائيلية جديدة في قطاع غزة، اعلنت (حماس) عزمها على عدم تجديد التهدئة المعلنة من طرف واحد مع (إسرائيل) مع انتهاء مهلتها في نهاية السنة الجارية. واعلن مشير المصري المتحدث باسم (حماس) الاربعاء ان «التهدئة تنتهي بانتهاء هذا العام»، فيما اعلنت كتائب شهداء الاقصى في بيان «لتذهب الهدنة الى الجحيم». وبعد اقل من شهرين على انسحاب (إسرائيل) من قطاع غزة في ايلول/سبتمبر بعد احتلال استمر 38 عاما، تبدو امكانات احراز تقدم في عملية السلام ضئيلة اكثر من اي وقت مضى. وقال المحلل الاسرائيلي يوسي الفير «انها دوامة من الهجمات والهجمات المضادة وغالبا ما تؤدي (العمليات المحددة الاهداف) الى مزيد من العنف». واضاف «المشكلة ان هذا التكتيك العسكري لا يترافق مع استراتيجية من اجل السلام». ورأى الضابط السابق في سلاح الجو الاستاذ الجامعي اسحق بن إسرائيل ان الانتفاضة «انتهت فعليا في نهاية 2003» مع حملات الاعتقالات والعمليات المحددة الاهداف. وقال انه «قرابة منتصف العام 2003 كان نحو 25٪ من الاشخاص الضالعين في العمليات الانتحارية اوقفوا او اعتقلوا او قتلوا». وتابع «من المعروف انه اذا تم التغلب على 25 الى 30٪ (من العناصر) لا يعود في وسع المجموعة ان تعمل كمنظمة متكاملة». واشار الى ان «عدد الهجمات بدأ يتراجع الى حد بعيد في نهاية 2003 وعاد (الوضع) شبيها بما كان عليه قبل الانتفاضة» التي بدأت في ايلول - سبتمبر 2000. واوضح الاستاذ الجامعي ان العمليات العسكرية الاسرائيلية اضعفت حركة (حماس) وجعلتها تؤيد قيام وقف اطلاق نار يمنحها مهلة لاعادة تنظيم صفوفها. غير ان العديد من الفلسطينيين ينددون بالغارات والاغتيالات وعمليات التوغل التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي والتي تقود الى مزيد من الحقد وتولد عداء لاسرائيل لدى جيل جديد بكامله وتدفع عددا متزايدا من الشبان الى التعصب الديني. وقال مهدي عبد الهادي مؤسس الجمعية الاكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية (باسيا) «انه جرح كبير في العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية. بعد عشر سنوات على اتفاقات اوسلو نجد انفسنا في حال الحرب». واضاف «نصف ذلك ثأرا وانا اصفه حقدا. نخطئ جميعا ان اعتقدنا ان هناك هدنة. لم يعد هناك هدنة». وتزعم (إسرائيل) ان لا خيار امامها سوى شن هجمات الى ان تتحرك السلطة الفلسطينية ضد المجموعات المسلحة. وقال الفير «لا احد يعتقد ان الهدنة هي الحل، لكنها اجراء موقت يمكن اللجوء اليه طالما لم تتخذ اي خطوات اخرى». ويعارض العديد من الاسرائيليين وعلى الاخص اليساريين منهم عمليات تصفية الناشطين الفلسطينيين معتبرين انها «عمليات قتل اعتباطية» في دولة لا تطبق عقوبة الاعدام. وقال الفير بهذا الصدد «اننا نواجه مشكلة ارهابية في غاية الصعوبة وهذا ما ارغمنا مثل العديد من الدول الاخرى على الالتفاف على القوانين».