تجددت الصدامات بين قوات الأمن الفرنسية ومجموعات من شبان ضواحي باريس الشمالية ومن جديد أقدم عدد من الشبان على إحراق عدد من السيارات على خلفية الجدل الذي أثاره مقتل شابين من أصل عربي قبل أيام في بلدة كليشي الواقعة شمال العاصمة الفرنسية.. فقد صعقهما التيار الكهرباء في مكان اختبآ فيه هرباً من رجال الشرطة.. وقد تحولت هذه الصدامات والجدل الذي رافقها إلى أزمة سياسية دفعت الرئيس الفرنسي نفسه يوم - الأربعاء - إلى الدعوة إلى التزام الهدوء.. وحذر خلال إشرافه على مجلس الوزراء من مغبة التصعيد وقال «لابد أن تهدأ الخواطر.. ولابد أن يطبق القانون بشكل صارم وفي إطار يقوم روح من الحوار والاحترام». وجاءت دعوة الرئيس الفرنسي غداة توسع عمليات العنف في الضواحي الفرنسية الواقعة في المنطقة الباريسية. وأدى ذلك إلى إحراق قرابة مائتي سيارة وإيقاف أكثر من ثلاثين شخصاً متهمين بالضلوع في مثل هذه العمليات.. بل ان دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي أعلن أمس أنه أجل الزيارة التي كان يفترض أن يشرع فيها أمس (الخميس) إلى كندا.. وقال نيكولا سركوزي وزير الداخلية انه ألغى هو الآخر زيارة كان من المفترض أن يقوم بها هذا الأسبوع إلى كل من أفغانستان وباكستان. والحقيقة ان كثيراً من المحللين السياسيين يأخذون اليوم على الحكومة الفرنسية وعلى المعارضة اليسارية استخدام قضية الأمن في الضواحي التي يسكنها كثير من العمال المهاجرين لأغراض انتخابية بحتة تتعلق بالمنافسة الشديدة بينهما لخلافة الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام ألفين وسبعة. وقد انقسمت الحكومة الفرنسية في هذا الشأن إلى قسمين أحدهما مع رئيس الوزراء والآخر مع وزير الداخلية.. وأخذ على الحكومة استخدام القوة بدل استخدام طريقة تقوم على مساعدة سكان الضواحي على حل مشاكلهم الكثيرة وفي مقدمتها مشكلة البطالة وظروف السكن الصعبة. وإذا كان اليسار يعيب اليوم على اليمين اللجوء إلى القوة بدل الحوار فإن اليمين يعتبر أن اليسار قد فشل في إدارة الملف وأنه فقد كل مصداقية. وينتظر أن يكون الملف من الملفات الساخنة في الأسابيع القادمة.