عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيد صديقي (فلان) أتذكر يوم كنت تنشدني هذه الأبيات وأنت في ديار الغربة؟ أتذكر يوم كنت تعيدها علي كلما اتصلت بي؟ ها أنذا أمر بما مررت به!! .. وأحادثك من شارع الغربة بعد أن صليت العيد وانفض المصلون وأنا أتلفت يمنة ويسرة لعل طيفا من خيال الأحبة يمر بي فأعانقه وأهنئه بالعيد، وإن للعيد نكهة لا تكون إلا بالاجتماع مع الأحبة.. وما قيمة العيد إذا فقد الأحبة؟ وما قيمته بدون الأهل؟.. وما طعمه إذا فقدت الصحة؟.. وما لونه إذا فقد الأمن ؟.. هل العيد لبس الجديد والتمتع بكل جديد؟.. إن العيد ياصديقي هو اجتماعك مع من تحب في الوقت الذي تحب، وهل هناك أحب من العيد؟. قبل أن أرسل لك كنت أقرأ في قصيدة الدكتور زاهر الألمعي التي قالها في غربته وقد كان يدرس في كندا فبعد أن صلى العيد وانفض المصلون لم يجد من يعايده ويهنئه بالعيد ويبارك له بإتمام الصيام فأرسل زفرة شعرية باتجاه الوطن من جمالها وألمها أنه كلما تذكر أحد العيد وهو في ديار الغربة رددها.. قال الدكتور: العيد حيث تعظم الأعياد ويدب في القلب الحنون وداد ومشاعر الأحباب تملأ خاطري ويطوف حولي الأهل والأولاد. أبيات معبرة وكلمات تملك شغاف القلوب.. والشجى يبعث الشجى وما الإنسان إلا مجموعة من الذكريات والمشاعر امتزجت باللحم والدم، ويخطىء من يظن أن الذكرى شيء يمكن الفكاك منه .. وسبحان الله هنالك علاقة قوية متنافرة بين العيد والغربة لا نستطيع أن نستشفها بوجهها الحقيقي إلا من الصور النفسية للشعراء فهم أقدر الناس على البيان.. وهذا الشاعر الجاهلي تأبط شرا يقول في أحد أعيادهم في الجاهلية: يا عيد مالك من شوق وإيراقِ ومر طيف على الأهوالِ طراقِ. فالغربة بحد ذاتها مرة، فما بالك إذا اجتمعت مع مناسبة اجتماعية مثل العيد.. وقديما قال الشاعر امرؤ القيس في ذم الغربة: أجارتنا إن الخطوب تنوب وإني مقيم ما أقام عسيب أجارتنا إنا غريبان ها هنا وكل غريب للغريب نسيب. أخيرا: يبقى العيد كما هو ولكن الذي يغير من صورته هي نفسياتنا وعواطفنا التي تتأرجح بين الأفراح تارة وبين الأتراح تارات أخر .. والعيد مناسبة جميلة وفرصة لا تستحق أن تفوت ولكنه الشجى يبعث الشجى والذكرى تجلب معها الذكريات.. أتمنى لك يا صديقي كل الخير.. ومرحبا بك أيها العيد السعيد.. والحمد لله على نعمائه. [email protected]