على غير ما اعتادت عليه جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج أو العكس من استقبال عيد الفطر المبارك، وغيره من الأعياد التي تمر على أمتنا العربية والإسلامية والتي كان يعبر عنها ببيت الشعر الذي استهلكناه في كل عيد والذي نردد فيه مطلع قصيدة أبي الطيب المتنبي التي يقول فيها: عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ على غير هذه العادة السنوية أشعر، ويشاركني كما أظن كثيرون في عالمنا العربي هذا الشعور، بأن شعوبنا العربية تدخل دورة جديدة من دورات التاريخ تجدد فيها الدماء في عروق الجسد العربي الذي أنهكه حكام غيبوا فيه الفرحة عند شعوبهم على مدى عقود طويلة من الظلم والقهر استفحل فيها الفساد في أرجاء البلاد وظلم فيها العباد. إنه عيد بنكهة الحرية كتبه الثوار بدمائهم ليكون ميثاقا للعزة والكرامة تنطلق منه الشعوب العربية نحو مستقبل أرحب تمشي فيه أولى خطواتها دون قيود تكبل مقدراتها وتعيق تحركها للحاق بالعالم الحر. إنه عيد تخلصت فيه جماهير ثلاث دول عربية - حتى الآن - من طغاتها .. ومازال العد مستمرا وخطى الشعوب وأصواتها تزلزل في أركان مدن وعواصم عربية أخرى ستحطم حتماً أصنامها وتتنفس نسيم الحرية وتقطف ثمار النصر التي روتها الشعوب بدماء الشهداء وتضحية الأبطال. إنه عيد سعيد رغم كل الأرواح التي أزُهقت، والظروف الصعبة التي تعيشها هذه الدول وشعوبها. وهي مناسبة نقدم فيها التحية إلى شهداء المقاومة والربيع العربي والتعزية إلى عائلات جميع الشهداء الذين كانوا يتطلعون إلى حياة أفضل عنوانها الأساسي الحرية والكرامة والديمقراطية لبلدانهم. اللهم أدم نعمة الأمن والإستقرار على بلادنا واحفظها وجميع بلاد المسلمين.