لم يكن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي دشنه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووضع حجر أساسه، قبل أيام إلا رسالة سعودية جديدة، تُعزز مبادئ المملكة التي تقوم على البُعْد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى. ولم يكن إعلان المليك/ الرمز، عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، إلا إشارة أخرى على أن المملكة بحزمها وحسمها في مواجهة الاعتداءات والتهديدات، وحرصها على تأمين أرضها وشعبها، لا تفتقد البوادر الإنسانية التي تمسح المعاناة عن المهمومين وكل من تعرض للتهديد والتشريد، ليس في اليمن الشقيق وحده، ولكن أيضاً في مختلف أنحاء المعمورة. كلمات خادم الحرمين الشريفين، في إيجازها الشديد، في حفل التدشين، وضعت النقاط على الحروف، لتخرس كل التخرصات والأكاذيب، خاصة أنها جاءت من قيادة لا تقف عند حد، ولا تتوقف عن تقديم أي دعم أو مساندة، وهذا هو ديدن هذه البلاد وقادتها وشعبها، من أجل خدمة البشرية، ورفع المعاناة وإغاثة الشعوب والدول والأفراد، اتساقاً مع ما تفرضه مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وتحتمه واجبات الأخوة وعلاقات الصداقة. شعار هذا المركز الإغاثي، الذي رفعه القائد سلمان بن عبدالعزيز، وقال إنه يأتي "انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال".. يرسخ لكينونة وطننا السعودي وطبيعته السباقة لفعل الخير حول العالم، وهي السمة الأساسية التي تميزت بها المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار على نهجه كل أبنائه الميامين من بعده، حتى عهد الملك سلمان، حفظه الله. وما تأكيد المليك، على البُعد الإنساني لهذا المركز، "الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة"، كما قال حفظه الله، أمام الجميع، إلا رسالة إنسانية واسعة المضمون، من هنا، من قلب المملكة العربية السعودية، وهي رسالة لا تهدف لربح سياسي، أو نفوذ معنوي، ولكنه محطة أخرى من محطات الخير التي تعودنا عليها نحن أبناء الوطن، ويجني ثمارها كل الأشقاء والأصدقاء في مختلف البقاع. إنها محطة إنسانية، وليست مجرد شعارات أو جعجعة، يتكسب من ورائها كل الأدعياء الذين يتشدقون بما لا يفعلون..!