تلقى مثيرو الشغب في منطقة الخليج العربي صفعةً بعد صدور البيان المشترك من القمة الخليجية - الأميركية والذي أكد أن دول المجلس ملتزمة بتطوير نظام إنذار مبكر بمساعدة فنية أميركية، بينما تعهدت واشنطن بسرعة إمداد دول المجلس بالأسلحة وإرسال فريق إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التفاصيل. وسيسمح وجود نظام دفاعي متكامل لدول الخليج بصد أي هجوم على نحو أفضل إذ سيربط بين أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية في تلك الدول لمواجهة أنواع شتى من الصواريخ. وسيستخدم النظام الأقمار الصناعية الأميركية للإنذار المبكر وأجهزة رادار أميركية وخليجية لرصد انطلاق أي صاروخ معاد وإطلاق صاروخ من الجو أو البحر لتدميره على ارتفاع بعيد عن الأرض. وقد يتطلب إقامة الدرع الصاروخي بضع سنوات وتدريبات مكثفة لتفادي أي حوادث عارضة. وكان تجديد الالتزام المشترك بإقامة نظام دفاعي إقليمي أحد النتائج الضخمة للقمة فيما أكد مسؤولون أميركيون وخليجيون إن الظروف الحالية مواتية أكثر من أي وقت مضى للمضي قدما في تنفيذ الدرع الصاروخي. وقال أنتوني كوردزمان وهو محلل كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن التحدي الأكبر لنجاح الدرع سيكون الوصول إلى توافق واسع بشأن قواعد التعامل مع أي تهديدات. وأضاف "عليك الانتهاء من منظومة الاشتباك برمتها قبل إطلاق الصاروخ الأول". وقال خبراء إن الوصول إلى هذه النقطة سيتطلب اتفاقيات لم يسبق لها مثيل بين الجيش الأميركي ومجلس التعاون الخليجي وذلك فيما يتعلق بتبادل البيانات الحساسة لتفادي خطر إسقاط طائرة صديقة بطريق الخطأ. ويقول مسؤولون أميركيون إن إجراء تدريبات مكثفة بقيادة الولاياتالمتحدة سيكون مهما للوصول إلى الحد الأدنى من مخاطر الحوادث العارضة. ويوجد للجيش الأميركي بالفعل عشر بطاريات صواريخ من طراز باتريوت للحماية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في منطقة الخليج والأردن كما يوجد له نظام رادار قوي من طراز ايه.ان-تي.بي.واي-2 لرصد إطلاق الصواريخ. وتطور دول الخليج أنظمة باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون الموجودة لديها بالفعل لتتضمن صواريخ باك-3 التي تصنعها ريثيون ولوكهيد مارتن كما تشرع في شراء أنظمة تغطي مساحة أكبر وتتضمن صواريخ ذات مدى أطول مثل نظام ترمينال هاي التيتيود اريا ديفنس الذي تصنعه لوكهيد. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحافيين في واشنطن هذا الأسبوع إن دول الخليج ستحتاج إلى شبكات أرضية جديدة وشبكات كمبيوتر لإدارة هذه الأنظمة. وأضاف أن دول الخليج ترغب أيضا في الحصول على صواريخ ذات مدى أطول مثل الصاروخ اس.ام-3 من انتاج ريثيون والذي لم يعرض بعد تصديره للمنطقة. وكان قرار اتخذته واشنطن نهاية العام الماضي بالسماح ببيع الأسلحة الأميركية لمجلس التعاون الخليجي كمنظمة على غرار ما يحدث مع حلف شمال الأطلسي، قد ساهم في تمهيد الطريق أمام إحراز تقدم في تكامل الدفاع الصاروخي وأنظمة الأمن البحري. وقال مسؤول أميركي لم يرغب بذكر اسمه "هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح". وقال كوردزمان إن صاروخ اس.ام-6 الجديد من صنع ريثيون قد يكون فعالا لأن بإمكانه التصدي للتهديدات داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض. ولم يصدر مسؤولون أمريكيون تعليقات فورية بشأن ما إذا كانت دول الخليج قد تقدمت بأي طلبات رسمية لشراء الصاروخ اس.ام-6. وحذر الجبير من توقع إحراز تقدم سريع في التكامل الدفاعي الصاروخي. وقال إن هذه الأنظمة معقدة ويستغرق شراؤها وتركيبها بعض الوقت.