سوف تستغرق إقامة درع صاروخية أمريكية لحماية دول الخليج العربية من أي هجوم إيراني سنوات كما ستتطلب تعزيز الثقة بين دول المنطقة والمزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية الحساسة وتدريبات أمريكية مكثفة لتفادي أي حوادث عارضة في هذه المنطقة المضطربة من العالم. وكان تجديد الالتزام المشترك بإقامة نظام دفاعي إقليمي أحد النتائج لقمة انعقدت أمس الخميس في كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائه في الخليج الذين كانوا يسعون إلى تعهدات دفاعية أمريكية جديدة قبل اتفاق نووي محتمل مع ايران. وتعثرت جهود سابقة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست لكن مسؤولين أمريكيين وخليجيين يقولون إن الظروف الآن مواتية للمضي قدما لأن الدول العربية تنفذ المزيد من المهام العسكرية المشتركة. وجاء في بيان مشترك بعد القمة أن دول المجلس ملتزمة بتطوير قدرة دفاع صاروخية باليستية بما في ذلك نظام إنذار مبكر بمساعدة فنية أمريكية. وتعهدت واشنطن بسرعة إمداد دول المجلس بالأسلحة وإرسال فريق إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التفاصيل. وسيسمح وجود نظام دفاعي متكامل لدول الخليج بصد أي هجوم إيراني على نحو أفضل إذ سيربط بين أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية في تلك الدول لمواجهة أنواع شتى من الصواريخ. وسيستخدم النظام الأقمار الصناعية الأمريكية للإنذار المبكر وأجهزة رادار أمريكية وخليجية لرصد انطلاق أي صاروخ معاد وإطلاق صاروخ من الجو أو البحر لتدميره على ارتفاع بعيد عن الأرض. * تبادل أفضل للمعلومات ستكون شركات لوكهيد مارتن وريثيون ونورثروب جرومان كبرى المتنافسين على إقامة نظام مركزي للقيادة والتحكم للدرع لأنها تقوم بالفعل بعمل مماثل للجيش الأمريكي وحلفاء مهمين. وقال أنتوني كوردزمان وهو محلل كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن التحدي الأكبر لنجاح الدرع سيكون الوصول إلى توافق واسع بشأن قواعد التعامل مع أي تهديدات. وأضاف "عليك الانتهاء من منظومة الاشتباك برمتها قبل إطلاق الصاروخ الأول." وقال خبراء إن الوصول إلى هذه النقطة سيتطلب اتفاقيات لم يسبق لها مثيل بين الجيش الأمريكي ومجلس التعاون الخليجي وبين الحلفاء الخليجيين فيما بينهم على تبادل البيانات الحساسة لتفادي خطر إسقاط طائرة صديقة بطريق الخطأ. ويقول مسؤولون أمريكيون إن إجراء تدريبات مكثفة بقيادة الولاياتالمتحدة سيكون مهما للوصول إلى الحد الأدنى من مخاطر الحوادث العارضة. ويوجد للجيش الأمريكي بالفعل عشر بطاريات صواريخ من طراز باتريوت للحماية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في منطقة الخليج والأردن كما يوجد له نظام رادار قوي من طراز ايه.ان-تي.بي.واي-2 لرصد إطلاق الصواريخ. وتطور دول الخليج أنظمة باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون الموجودة لديها بالفعل لتتضمن صواريخ باك-3 التي تصنعها ريثيون ولوكهيد مارتن كما تشرع في شراء أنظمة تغطي مساحة أكبر وتتضمن صواريخ ذات مدى أطول مثل نظام ترمينال هاي التيتيود اريا ديفنس الذي تصنعه لوكهيد. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحفيين في واشنطن هذا الأسبوع إن دول الخليج ستحتاج إلى شبكات أرضية جديدة وشبكات كمبيوتر لإدارة هذه الأنظمة. وأضاف أن دول الخليج ترغب أيضا في الحصول على صواريخ ذات مدى أطول مثل الصاروخ اس.ام-3 من انتاج ريثيون والذي لم يعرض بعد تصديره للمنطقة. وكان قرار اتخذته واشنطن في ديسمبر كانون الأول بالسماح ببيع الأسلحة الأمريكية لمجلس التعاون الخليجي كمنظمة على غرار ما يحدث مع حلف شمال الأطلسي قد ساهم في تمهيد الطريق أمام إحراز تقدم في تكامل الدفاع الصاروخي وأنظمة الأمن البحري. وقال مسؤول أمريكي غير مخول له بالإدلاء بتصريحات "هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح." وقال كوردزمان إن صاروخ اس.ام-6 الجديد من صنع ريثيون قد يكون فعالا في تهدئة مخاوف الخليج لأن بإمكانه التصدي للتهديدات داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض. ولم يصدر مسؤولون أمريكيون تعليقات فورية بشأن ما إذا كانت دول الخليج قد تقدمت بأي طلبات رسمية لشراء الصاروخ اس.ام-6. وحذر الجبير من توقع إحراز تقدم سريع في التكامل الدفاعي الصاروخي. وقال إن هذه الأنظمة معقدة ويستغرق شراؤها وتركيبها بعض الوقت. رابط الخبر بصحيفة الوئام: تزويد الخليج بدرع صاروخية أمريكية سوف يستغرق سنوات