أكد البيت الأبيض، الليلة قبل الماضية، أهمية قمة "كامب ديفيد" ، التي ستعقد في 13 مايو الحالي، بين أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي، باراك أوباما الذي يسعى لنشر نظام دفاع صاروخي متكامل في الخليج. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست: إن القمة فرصة للولايات المتحدة ودول الخليج لبحث سبل تعزيز شراكتنا وتعميق تعاوننا الأمني. ورأى، أن القمة تعدّ فرصة لتأكيد شراكة الولاياتالمتحدة الاستراتيجية القوية مع دول الخليج. وأضاف ايرنست: إنني واثق بأنهم سيبحثون القلق المشترك بشأن نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأعتقد أن انعقاد هذه القمة يظهر الالتزام المشترك باتخاذ الخطوات الضرورية لتهدئة التوترات والعمل على استقرار الوضع الأمني في الخليج. وتوقعت مصادر أمريكية، أن يجدد الرئيس باراك أوباما الأسبوع المقبل مساعيه لمساعدة حلفاء الولاياتالمتحدة في منطقة الخليج على نشر منظومة دفاعية تغطي المنطقة لحمايتها من الصواريخ الإيرانية. ويقول مسؤولون أمريكيون: إن العرض قد تصحبه التزامات أمنية متطورة ومبيعات أسلحة جديدة ومزيد من المناورات العسكرية المشتركة في إطار مساعي أوباما لطمأنة دول الخليج العربية، أن واشنطن لم تتخل عنها. ويبحث مساعدو الرئيس الخيارات المتاحة في لقاءات تسبق القمة مع الدبلوماسيين العرب. ويقول مسؤولون: إنه لم تتخذ أي قرارات نهائية بشأن الاقتراحات الأمريكية المحتملة. ويواجه أوباما تحديا هائلا في محاولة إقناع زعماء الخليج المتشككين في أولويات سياسته الخارجية بالتوصل لاتفاق نهائي مع إيران حول برنامجها النووي في موعد أقصاه 30 يونيو. وربما يؤدي الإخفاق في تهدئة مخاوفهم إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الجانبين. وعلى الجانب الآخر، فإن القبول بالتزامات دفاعية إضافية سيحمل في طياته خطر تورط الولاياتالمتحدة في صراعات جديدة في الشرق الأوسط. وكان أوباما دعا قادة مجلس التعاون الخليجي لقمة كامب ديفيد بعد أن توصلت إيران وست قوى عالمية إلى اتفاق مبدئي الشهر الماضي، يتيح تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل تقييد برنامجها النووي. وتخشى دول مجلس التعاون العربي أن تواصل إيران السعي لامتلاك القنبلة النووية وتدفق المال عليها نتيجة رفع العقوبات وتحرير الأرصدة المجمدة بما يسمح لها بتمويل منظمات تعمل لحسابها وتوسعة نفوذها في سوريا واليمن ولبنان. ويسلم مسؤولون أمريكيون مطلعون على ما يدور في المناقشات الداخلية بأن أوباما يتعرض لضغوط لتهدئة مخاوف العرب بتقديم التزامات أقوى أثرا. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: "حان الوقت لمعرفة ما المطلوب إضفاء الصبغة الرسمية عليه." وقالت مصادر مطلعة على سير المناقشات: إن من المرجح أن يحث أوباما دول الخليج على بذل المزيد لتحقيق التكامل بين جيوشها المتباينة والعمل من أجل إقامة درع مضادة للصواريخ طرحت فكرتها منذ مدة طويلة للتصدي لخطر الصواريخ البالستية الإيرانية. وقال أحد المصادر: إن هذه الفكرة قد تتبلور في صورة مجموعة عمل مشتركة جديدة على مستوى عال تحت قيادة وزارة الدفاع الأمريكية. وسبق أن اشترت دول خليجية نظما دفاعية صاروخية أمريكية مثل نظام صواريخ باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون وكذلك نظام تي.اتش.ايه.ايه.دي من تصنيع شركة لوكهيد مارتن. غير أنه من المتوقع الآن أن تطالب إدارة أوباما دول الخليج العربية بتنفيذ المبادرة التي طرحها وزير الدفاع السابق تشاك هاجل في أواخر 2013. ويسمح هذا البرنامج لمجلس التعاون الخليجي بشراء عتاد كتكتل واحد والبدء في ربط شبكات الرادار وأجهزة الاستشعار وشبكات الإنذار المبكر بمساعدة أمريكية غير أن مشاعر ارتياب بين بعض الدول الخليجية عرقلت هذا البرنامج. ولم يتضح على وجه التحديد ما ستعرضه واشنطن على دول مجلس التعاون من أجل إقناعها بالدرع الصاروخية. وقال ريكي إليسون مؤسس تحالف مناصرة الدفاع الصاروخي وهو منظمة لا تهدف للربح "الدفاع الصاروخي حاسم بكل تأكيد لمجلس التعاون الخليجي الآن." وأضاف، أن كفاءة الدفاع الصاروخي تزداد في حالة ربط الوحدات المختلفة ليكون أداؤها بمثابة أداء فريق واحد. وقال دبلوماسي عربي: "هذه القمة لا يمكن أن تكون مناسبة كبرى لالتقاط الصور للتظاهر بأن الجميع له نفس الموقف من إيران."