خذلت جماهير الأهلي فريقها بعد أن سجلت عزوفاً ملحوظاً عن التواجد في مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ولم تقم الجماهير بدورها الأمثل في هذه المرحلة الحساسة إذ تخلت عن مساندة ومؤازرة الفريق على الرغم من منافسته على لقب (دوري عبداللطيف جميل)، ويعتبر الحضور الجماهيري للأهلي مع نهاية الموسم متواضعا للغاية ولا يليق به ولا بمكانته وهو ما أثار علامات استفهام عريضة حول ذلك. في الوقت الذي كان ينتظر فيه اللاعبون أن تمتليء مدرجاتهم بالجماهير وهم يخوضون مباريات مفترق طرق شعارها أكون أو لا أكون كانوا يصدمون في كل مرة بحضور جماهيري ضعيف لا يعكس إطلاقاً شعبية الأهلي ولا جماهيريته، يتأثر به اللاعبون وينعكس عليهم سلبياً من الناحية المعنوية، فالفريق توج بذهب كأس ولي العهد ولم يخسر أي مباراة هذا الموسم علاوة على ذلك فإنه تأهل آسيوياً وينافس على لقب الدوري بعد غياب طويل، إذاً ماذا تنتظر الجماهير أكثر من ذلك حتى تحضر وتساند فريقها؟، والغريب أن الأهلاويين حضروا بقوة في بداية الموسم وقدموا لوحات فنية مميزة في المدرجات، بيد أنهم أخذوا يختفون من جولة لأخرى. لك أن تتخيل بأن مباراة التعاون الحاسمة والتي خسر الأهلي بسبب نتيجتها لقب الدوري لم يحضرها سوى 16538 مشجعا، وهو رقم جعل مدرجات ملعب الملك عبدالله بجدة أشبه بالخاوية نظراً لطاقتها الاستيعابية التي تتجاوز ال 60 ألف مشجع، ولعل المثير للدهشة أن الدخول للمباراة كان مجانياً بعد أن اشترى الأهلاويون أكثر من 30 ألف تذكرة طمعاً في دعم جماهير تقود الفريق نحو الانتصار، إلا أن الجماهير خذلتهم بالغياب الذي يستحق أن يُدرس لأنه غير منطقي إطلاقاً. بُحت أصوات الأهلاويون الإدارية والفنية وحتى نجوم الفريق وهم يطالبون الجماهير طوال الفترة الماضية بضرورة الزحف للمدرجات ومساندة "الراقي" في مبارياته والمساهمة في تتويجه بالألقاب، إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح ولم تفلح المحاولات "الخضراء" لجذبهم حتى والمدرجات مفتوحة لهم بالمجان، لذلك فإن الجماهير الأهلاوية عليها أن تحاسب أنفسها قبل أن تفكر في معاتبة اللاعبين بعد خسارة لقب الدوري، لأنهم أهملوا واجبهم وتخلوا عن الفريق في وقت كان بحاجة ماسة لهم واكتفوا بمتابعته خلف الشاشات على الرغم أنه كان يسير في الاتجاه الصحيح، وبعد كل مباراة يقترب من تحقيق حلم الدوري الذي طال انتظاره لأكثر من ثلاثة عقود، بعض الأهلاويون تمنوا لو أن الفريق خاض مبارياته في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة لأن مدرجاته ذات الطاقة الاستيعابية التي تقارب ال 20 ألف مشجع امتلأت في كل مباريات الأهلي موسم 2012م، الذي كان ينافس فيه على الدوري مع الشباب، حينها كانت الجماهير الأهلاوية مضربا للمثل وكانوا الأفضل في كل شيء. لا يوجد أي عذر يبرر للأهلاويين غيابهم عن المدرجات، فإدارة النادي قدمت لهم فريقا "ثقيل" في الملعب أسعدهم كثيراً من خلال نتائجه هذا الموسم، والمسؤولون عن رياضتنا لم يقصروا أيضاً من خلال توفير البيئة التي تجذب الجماهير للحضور للمدرجات سواءً من خلال إمكانيات ملعب الملك عبدالله بجدة والمطاعم المتوفرة بالإضافة إلى التذاكر الإلكترونية والمقاعد المرقمة وغيره، أما من يبرر ذلك بإقامة المباريات في وسط الأسبوع فإن الأهلي سبق وأن لعب في إجازة نهاية الأسبوع وكان الحضور مشابهاً، كما أن جاره الاتحاد على سبيل المثال حظي بحضور جماهيري كبير في مباريات له أقيمت وسط الأسبوع.