اعوام طويلة مضت كان فيها الشباب حاضراً بساحة البطولات منافساً عليها في مسابقاتها كافة، يضرب مواعيد متكررة مع النهائيات ولا يرضى بغير الذهب مهما كانت الظروف والأحوال، شواهد كثيرة على تفوقه وحضوره اللافت في المشهد المحلي والخارجي لمختلف المسابقات جعلت منه كبيراً شامخاً يقف في المقدمة مع الفرق الأخرى المنافسة يتكأ على إرث تاريخي عريض صنعه رجال أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة الكيان من دون غيره وقدموا في سبيله الكثير من التضحيات. تواجد في كتيبة "الليث" نجوم كبار سجلوا أنفسهم بحروف من ذهب في قائمة الأسماء الكبيرة التي ساهمت في كتابة تاريخ "الابيض" المبهر خلال عقود قليلة من الزمن، وكان آخر إنجازاته الموسم الماضي ببطولة كبيرة أمام منافس عنيد في مشهد مهيب في افتتاح ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسط ظروف صعبة تمكن من تجاوزها بنجاح قبل أن يفتتح الموسم الحالي ببطولة "السوبر" في مباراة واحدة ولكنه عاد ليظهر بصورة مهزوزة للغاية إذ تكالبت عليه الظروف حتى أصابت منه ما أصابت وجعلته يتألم ويئن من كثرة الجراح وهي الظروف التي صنعتها أخطاء إدارية فادحة من تعاقدات محلية معدومة وأجنبية متأخرة وسيئة وتسهيل انتقال بعض الأسماء المهمة كمهند عسيري وصقر عطيف وفهد حمد وعبدالله الضريتي ووسام وهيب وغيرهم وهم من حققوا نجاحات جيدة مع فرقهم خلال الموسم، ولم يتوقف الإخفاق على اختيار المدربين واللاعبين بل طال حتى الإداريين الذين تواجدوا بكثرة ولم يكن حضورهم بالشكل الذي كان تتمناه جماهير الشباب من مقدرة في التعامل مع اللاعبين واحتواء مشاكلهم وتأهيلهم التأهيل النفسي الجيد خصوصاً مع تراجع النتائج وتتابع الخسائر الأمر الذي أصاب اللاعبين بالإحباط وأبقاهم في دائرة الإنكسار فترة طويلة. مسلسل تغيير المدربين كانت البداية مع خوزيه مورايس وهو الذي كان له تجربة سابقة مع الشباب وسار بالفريق نحو صدارة الترتيب والمرتبة الثانية في بعض أسابيع الدوري ولكن إخفاقه في التعامل مع بعض المباريات وعدم تقديرها حق التقدير كما فعل أمام الخليج في مسابقة كأس ولي العهد الأمر الذي ساهم بخروجه باكراً من المسابقة على الرغم من الفرصة المتاحة للتقدم للأدوار النهائية كل ذلك عجلت برحيله والاستعانة بالألماني استامب والذي لم يبق كثيراً فتمت إعادة البرتغالي السابق باتشيكو مدرب الزمالك المصري الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في ظل تراجع النتائج واستمرار الإخفاقات حتى تم الاستغناء عنه والاستعانة بمدرب الفريق الأولمبي المصري عادل عبدالرحمن حتى نهاية الموسم وهو المدرب الرابع للفريق في موسم واحد وهنا تكثر علامات التعجب والاستفهام في ظل استمرار المسلسل الطويل من تبديل المدربين والإصرار على إعادة أسماء سابقة في تجارب كانت محصلتها (لم ينجح أحد)! الأجانب.. مستويات باهتة تعاقد الشباب مع المهاجم السنغالي دياني وظهر بمستوى فني باهت فلم يكمل إلا أسابيع قليلة حتى غادر الى بلاده، وتعاقد ايضاً مع البرازيلي روجيرو والمدافع الأردني طارق خطاب مع تواجد البرازيلي رافينها للموسم الثاني على التوالي، ولم يستمر روجيرو طويلاً فتم تغييره مع فترة الانتقالات الشتوية على الرغم من أنه كان الأبرز إلى حد ما من البقية وتم استبداله بالمهاجم الكوري بارك الذي استبدل في اللحظات الأخيرة بالمدافع الغاني محمد أوال واستقطب الشباب مهاجم الاسماعيلي وهداف الدوري المصري جون أنطوي، وبقي خطاب متواجداً في قائمة الشباب وأسيراً لدكة البدلاء فترة طويلة فخسر الشباب بتواجده اسماً من الأسماء الأربعة وظل رافينها هو الأكثر عطاءً داخل الميدان من البقية حيث ظل خطاب وانطوي على الدكة دون فائدة. الدعم المادي غائب في عصر الاحتراف أضحت المادة طريق النجاح في كثير من الأحيان إذا ما أحسن التعامل معها بالشكل الصحيح وفي الشباب افتقد الشباب للدعم المادي في ظل عزوف الكثير من أعضاء الشرف وعدم نجاح إدارة النادي في ملف الاستثمار الرياضي أو إيجاد بدائل سريعة وفاعلة لتشكل موارد مادية للنادي فمرتبات اللاعبين متأخرة بشكل واضح والاستغناء عن بعض الأسماء الجيدة كان الدافع المادي أحد أسبابها والاخفاق في الاستقطابات المحلية والأجنبية كان للضعف المادي دور فيها. وفي مشهد آخر لم يألفه عشاق "الليث" بات الشبابيون على اختلاف وهناك من يدافع عن الإدارة السابقة برئاسة خالد البلطان ويكيل لها ألوان المديح، وقسم يدافع عن إدارة الأمير خالد بن سعد، ويطالب بالصبر والتريث كما فعلت جماهير النصر مع إدارة الأمير فيصل بن تركي وباعتقادي أن مصلحة الكيان هي المقدمة للشبابيين المحبين والمخلصين بعيداً عن من يدير دفة الأمور بالنادي العريق ومن يعتلي كرسي الرئاسة، فالعمل هو المحك بعيداً عن الأسماء ولا نظن محباً للشباب ينتقص من العمل الكبير الذي قدمته إدارة البلطان أو يحاول التقليل من نجاحات الأمير خالد بن سعد السابقة إلا أن المشهد الحالي يقول: (الإدارة الحالية أخفقت بشكل كبير هذا الموسم فخرج الشباب خالي الوفاض من البطولات باستثناء مباراة السوبر)، ففي الدوري أنقذ الله الفريق بنقاط الدور الأول وإلا ربما كان وضعه مخيفاً للغاية، وفي مسابقة كأس ولي العهد خرج الشباب باكراً من الخليج وواصل اخفاقه بالبطولة الآسيوية والتي خرج من أدوارها الأولى بطريقة انهزامية عجيبة وبنتائج ومستويات مخيبة وأتبع كل ذلك بمغادرة المسابقة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين عندما عجز عن المحافظة على لقبه الغالي فخرج على يد التعاون من دور الثمانية في منظر مؤلم ومشهد محبط لأنصاره الذين ترحموا على مستويات الشباب ونتائجه الكبيرة في المواسم الماضية حتى عدوا موسمهم هذا (موسم النسيان). ما زالت آمال الشبابيين كبيرة في عودة فريقهم البطل لتاريخه الزاهر خلال الموسم المقبل ولكن ذلك يحتاج لمزيد من العمل المكثف والجهد المضاعف من قبل إدارة النادي ويبقى أهم الحلول وأكثرها فاعلية وتأثيراً هي عملية إحلال واسعة تطال الجوانب الفنية والإدارية وحتى اللاعبين الذين بات البعض منهم عبئاً على الفريق يلعب باسمه فقط إذ أضحت الفرصة سانحة للاستفادة من عدد من الأسماء الشابة والموهوب القادرة على إثبات الوجود متى ما أخذت الثقة كاملة كما فعل محمد العويس وعبدالرحمن خيرالله وعبدالعزيز البيشي ونادر المولد وغيرهم إضافة إلى تدعيم خطوط الفريق بالأسماء الأجنبية البارزة خصوصاً في خط المقدمة وصناعة اللعب على أن يكون اختيارهم بعناية فائقة وبعين خبيرة تدرك احتياجات الفريق، وقبل ذلك المبادرة بالتعاقد مع جهاز فني جيد وفي وقت مبكر يحسن التعامل مع اللاعبين ويجيد تهيئتهم بشكل كبير، ونظن تلك الأمور ستساهم بصناعة "الليث" الجديد ليعود بطلاً منافساً على البطولات كافة. رافينها