لعاصفة الحزم مايقارب الأربعين يوماً أعطينا فيها دروساً كثيرة قيادةً وحكومة وشعباً، دروساً كان يجب أن نقدمها للعالم القريب والبعيد منذ زمن طويل ولا زلنا نقدم حصصاً مستمره كان آخرها بعنوان (إعادة الأمل) وتحركات الرياض هذا الأسبوع وما قبله والقادم أكثر إشراقاً وازدهاراً لأمتنا ومجتمعنا، بمشيئة الله، ورغم أن تلك الدروس التي نشعر معها بالزهو والإعجاب ذات قدر عظيم بدا واضحاً للعدو قبل الصديق إلا أن ما يهمنا أكثر وينفعنا في مستقبلنا ما تلقيناه من دروس لا ما أعطيناه على مختلف الأصعدة والمستويات، ولاشك أن الجانب العسكري يحظى بقائمة الاهتمامات لكنه لا يقل شأناً عن غيره من القطاعات السياسية والمدنية التي يحتم على المسؤولين فيها تدوين وتوثيق وقائع الدروس المستفادة وكشف تقييمها وتمحيصها لمعرفة القصور في الكمال وما يجب إدراكه وتداركه مستقبلاً وللمسؤولين شأنهم في ذلك كل فيما يخصه ويكاد يكون هذا الجانب مأمون الحدوث، وما أنا بصدد الحديث عنه هو المواطن وكيف تعامل مع الحدث وماذا استفاده من دروس؟ على صعيد التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيراً وخاصة تويتر. وأنا لست من المتابعين كثيراً لما يطرح فيه، ولكن بقراءة استطلاعية وشهادة أكثر من متابع خلصت إلى أننا لم نحسن التعامل مع أكثر وسائل الإعلام فاعلية خاصة في تداول مشاهد لا تعكس نضجاً حضارياً فحسب بل لها آثار سلبية على أدائنا العسكري والسياسي، فماذا يعني تصوير مشاهد حية للقصف من داخل الدبابة في أرض المعركة وبالصورة والصوت، وماذا يعني تداول النكت وعبارات إثارة الضحك في وقت جد وليس وقت عبث أو تنافس رياضي، كذلك تداول مشاهد استعراضية في الجبهة، أيضا إثارة الحدث وتضخيمه أكثر مما يستحق وترويج الشائعات ومشاهد التلفيق التي تدس فيها باحترافية مغرضين وأعداء عقيدة ومذهب كما حصل في اعتداء نجران قبل يومين، المفارقة المؤلمة أننا لم نشاهد من الطرف الآخر مقطعاً أو صورة تؤثر على معنويات مقاتليهم أو مواطنيهم يتداولونها فيما بينهم بالرغم مما يحدث لهم فهل لديهم وعي أكثر بالرغم من قلة تعليم أغلبهم. حادثة نجران لا تمثل أي مقارنة بما يحدث في اليمن ونشاهد كثيراً من الشباب يصور ويرسل وهناك من يعيد الإرسال حتى ضخموا الأمر وأصبح يخدم الأعداء وإعلامهم دون تكبد عناء منهم في الحصول على مثل هذه المواد التي لو دفعوا لأجلها الملايين لما كفتها. فإلى متى هذا الاستهتار واللامبالاة وعدم المسؤوليه. إننا يجب أن نعيد النظر في تعاملنا مع الأحداث جماهيرياً وننشئ له قيادة تدله وتوعيه بما يجب أن يعمله ويدركه بسياسة مدروسة وبرمجة فعّالة.