التغيير كلمة لها مجراها التاريخي، مدتها الزمنية التي يجب أن نحترمها حتى وإن مللنا منها، سنوات، عقود، وأجيال قد تمر، ليس أقل من ذلك، لكن أن يحدث في 100 يوم يبدو أمراً مدهشاً جداً، إنك إن عرفت أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو من فعل ذلك؛ فإن الدهشة ستبدو قليلة، تماماً كما يقول المثل العربي: "إذا عُرف السبب بطل العجب". منذ الثانية الأولى، منذ اللحظة الأولى كان المواطن أمام ناظريه، أمام ناظريه بكل شفقه وولاء وإخلاص وحب وبكل صدق يكفي الجميع. بداية لا تصافح اليأس إن بوادر سياسية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - منذ توليه، كانت شيئًا يرسم الفرح على شفاه العابرين بمختلف أعمارهم وصفاته، فبعد مبايعته ملكا للبلاد كان له خطابه التاريخي الذي أبان فيه تغييرًا على كافة المستويات الداخلية والخارجية، حيث كان أبرز ما حرص عليه - حفظه الله - التأكيد بكامل الثقة على أن: "دولتنا سائرة على خطى النمو بكل ثبات، وسنواصل العمل على الأسس التي قامت عليها المملكة، وسنسعى إلى التنمية الشاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة". مشيراً أيضًا - حفظه الله - على العمل الدءوب ل "تحقيق العدالة لجميع المواطنين، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا منطقة وأخرى، موضحًا في خطابه على ذلك بقوله -حفظه الله: "أكدت على المجلسين الأمني والاقتصادي التيسير على المواطنين، ولن أقبل أي تهاون في توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين". إيماناً بالشباب، إيماناً بالآخرين أيضًا لم تمر 6 أيام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حتى أصدر ما يقارب 34 قراراً ملكياً تصب أغلبها بل جميعها في خدمة المواطن الذي هو جوهر الوطن وطاقته التي لا تموت، لقد حوت تلك الأوامر تعيينات وزارية ورسمية، تضم عدداً كبيراً من الشباب يضخون طاقاتهم اللا محدودة في استكمال تنمية مسيرة الدولة، حيث تتمتع بروح لا تصاب بالكدر أو الملل، فتلك الأرواح ممتلئة بالحماس والرغبة الدائمة غير المنقطعة في إنجاز ما لم ينجز بعد، في استكمال ما لم يستكمل، وأيضًا في إحداث مشاريع جوهرية، من خلال أفكار نوعية تزيد الدولة ارتفاعًا، ارتفاعًا عن كل المستويات التي تم الوصول لها سابقًا؛ لأنها تمتلك صفة النوعية. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - كان مهتماً كذلك في قراراته بالشؤون الأخرى التي تدفع مسيرة هذا الارتفاع والارتقاء كاهتمامه بالشأن الإقليمي والعربي والاقتصادي والثقافي ولعل عاصفة الحزم التي تريد وبشدة إعادة الأمل لليمن الشقيق خير دليل على ذلك وعلى إحساسه بالآخرين الذي ينتمون للهوية العربية، فقد أمر خلال ال 100 يوم بإنشاء مجلسين فالأول للشؤون السياسية والأمنية، والآخر للشؤون الاقتصادية والتنموية، بهدف القضاء على البيروقراطية التي تعتبر من أبرز المعوقات التي تواجه المواطن أمام المسؤول والتي هي أيضًا تؤخر من عمليه تطبيق ما فيه مصلحة للجميع. المواطن أنت أولاً 100 يوم لم يكن همها بالأوامر التي حملتها سوى غاية واحدة هي أن تكون السلطة التنفيذية بوزرائها ومسؤوليها في خدمة المواطن، المواطن الذي مهما قدم، مهما كان سيقدم، سيظل يحمل صيغة الوفاء والإخلاص والتضحية التي لا تقبل سوى الموت طريقًا للتعبير عنها، لذلك فإن كل وزير أو مسؤول لا يكون المواطن عالقًا في أولى اهتماماته فإن إلغائه من المسؤولية هو الخيار الأجدر في قائمة الخيارات الأولى.