«هنا ساحر البلدة الاصلي .. العراف الكبير الذي يمكنه طرد الاشباح والارواح الشريرة من أجسادكم ومنازلكم ويقرأ الطالع ويعلم الغيب». ليست هذه فقرة إعلانية أو جزء من أحد الافلام القديمة بل إعلان معتاد يمكن أن تراه في إحدى الصحف المحلية في روسيا يعلن عن أحد المعالجين أو الوسطاء الروحيين والمنجمين الذين ينتشرون في ربوع روسيا والذين بسطوا سيطرتهم على الفقراء وحكام البلاد على حد سواء في عصر وصل الانسان لاستكشاف أحد أقمار المريخ. وفي سنوات قوته كان الرئيس السابق بوريس يلتسين يتمتع بحماية من عملاء في المخابرات الروسية ضد أي «قوى شريرة» تحاول الاضرار به. ويقول يوري مالين أحد ضباط المخابرات الروسية السابقين لصحيفة (كوزوموليسكسا برافدا) «لقد اعتدت أن اختار أشخاصا يستطيعون صد أي اعتداء جسدي أو روحي وكنت أساعدهم على تنمية قدراتهم الخارقة». ويضيف إنهم كانوا يولون عناية فائقة لكافة التفاصيل الخاصة بيلتسين فكانوا يحرصون على ألا يفقد حتى أحد أزرار ملابسه حتى لا يستخدم كوسيط للاضرار بالرئيس. وقبل قرن من الزمان طلبت عائلة قيصر روسيا القيصر نيكولاي الثاني مساعدة أحد الوسطاء الروحيين لشفاء ألكسي ولي العهد وابن القيصر من مرض الناعورية (المزاج النزفي). وبالفعل تحسنت صحة الصبي بعد أن مارس من وصف بأنه «الراهب المجنون» التنويم المغناطيسي لشفاء الصبي. وحتى في العصر الذي نافست روسياالولاياتالمتحدة في سبر أغوار الفضاء في فترة الستينات والسبعينات كان الرئيس الشيوعي ليونيد بريجنيف يلجأ لمعرفة طالعه على يد ساحر روسي. ويعتقد الروس ان الكثير من حياة الانسان ومستقبله يمكن قراءته في فنجان قهوته. فإذا ظهر شكل سلاح او مسدس في فنجان القهوة فهذا يعني تعرض صاحبه للخطر بينما يعني شكل السلة توقع قدوم مولود او معونة مالية كبيرة. واذا كان هناك شكل ضفدع في الفنجان فهذا يعني انه يجب ان يتوقف صاحب هذا الفنجان عن الاستعراض. وشكل النخل في الفنجان يجلب الحظ الجيد بينما شكل الوحش عن توقع موقف مخيف او مرعب.