بدأت بكتابة موضوع عن الأندية الأدبية بسبب تراكمات كثيرة منها مشاركتي في احتفال اليوم العالمي للقصة، في النادي الأدبي في الرياض والتي كانت محبطة لي بحيث قررت عدم المشاركة بنشاط ارتجالي لا يخدم الثقافة، ولا يحقق لي أي مكاسب من ضمنها التواصل مع القراء والمثقفين، أمر آخر الجدل حول لائحة الأندية الأدبية، وأخيراً وليس آخراً استقالة مدير عام الأندية الأدبية، الدكتور أحمد قران الزهراني. مسحت كل ما كتبته، لأن الخوض في قضية الأندية الأدبية تكريس واقع رديء وموافقة على أن وضع الأندية لا يحتاج إلا لتغيير مجالس الإدارة، وتفعيل اللائحة، وهذا غير صحيح، المشكلة أن جميع من تناول قضية الأندية الأدبية، يناقشونها وفق عقلية ماقبل ربع قرن، وليس هذا الزمن، مفهوم العمل الثقافي تغير، الفعل الثقافي ليس إقامة ندوة أو ملتقى أو محاضرة، وليس طباعة كتاب أو مجلة، الآن الثقافة تأخذ مفهوماً أوسع من أن يكون هنالك جهاز يرعاها، شبيه بإدارات الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة والفنون، أتفق لابد من إدارة للمؤسسة الثقافية، ولكن من غير المعقول أن نطلب من كاتب أو أديب قضى عمره بين الكتب والمكتبات أن يتحول إلى إداري أو مسؤول مالي، وأن يدير مؤسسة ثقافية تحتاج إلى تواصل مع المؤسسات الخدمية المختلفة لتقديم ندوة أو استضافة ملتقى. ليكن هنالك مراكز ثقافية مجهزة بكل المرافق التي تخدم الأدباء والمثقفين ليقدموا فيها وفق جدول معين و نظام يستفيد منه الجميع ما لديهم من عطاء إبداعي وفكري، ليكن جميع القائمين على هذه المراكز من موظفي وزارة الثقافة الرسميين، وبالنسبة للأدباء والفنانين، لتكن لهم جمعيات تحدد كل ونشاطها، كمثال جمعية القصة والرواية أو السرد، جمعية الشعر، جمعية النقد، وكذلك في مجال الفنون، جمعية المسرح وجمعية التشكيل والفنون البصرية، وأتوقع أن الجميع سيقول إنه كانت هنالك تجربة لبعض الجمعيات منها المسرح والفن التشكيلي، وفشلت، وأقول، سبب الفشل الرئيس عدم الدعم، و عدم تمكينها من مقرات خاصة، وايجاد البيئة الصحية لتفعيلها، نحن ننظر إلى أن الجمعية يجب أن تكون في الرياض مثلا، لماذا لايكون في كل مدينة جمعيات مختلفة لها رؤساؤها وأعضاؤها، نشاط تلك الجمعيات في المراكز الثقافية، وبالنسبة للإصدارات الأدبية فمن المفترض أن يكون هنالك جهاز في وزارة الثقافة والإعلام للنشر، والجميع قد حصل على إصدارات متميزة صادرة عن وزارات إعلام بعدد من الدول العربية. ربما بكلامي هذا ألغيت الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، ولكن أعود وأقول، نحن نعيش في زمن الحزم، لا مجال للنسق التقليدي في كل المجالات، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مهد لخطوات نحو المستقبل يقودها الشباب، برؤية حديثة، لتكن عاصفة التغيير تهب على الثقافة لتقدم صوتاً مختلفاً ومتميزاً، يصل إلى العالم أجمع.