بعد الزلزال الذي لا تزال باكستان والهند تكافحان للتغلب على آثاره المدمرة ، اجتاحت الفيضانات ثلاث ولايات بجنوب الهند . وقد غمرت المياه أجزاء شاسعة من مدن كبرى مثل تشيناي (مدراس) وبانغلور وحيدرآباد . وأدت الفيضانات الى تدمير الطرق وقلع السكك الحديدية وانهدام بعض الجسور مما أدى الى انقلاب قطار للمسافرين بالقرب من حيدرآباد ليلة الجمعة ومقتل نحو 150 من ركابها . وكان مائة شخص لا يزالون في عدة عربات مقلوبة صباح أمس السبت بينما كان يتم إنقاذهم بوسائل بدائية ويتم نقل الجرحى بواسطة القوارب وطائرات الهيليوكوبتر الى مستشفيات قريبة. . وبلغ عدد القتلى من جراء الفيضانات المستمرة منذ خمسة أيام فى جنوب الهند مائة شخص على الأقل. وقد قدرت الخسائر المادية حتى يوم الخميس ب (590) مليون دولار. ومما زاد من خطورة الفيضانات أنه تصاحبها رياح بسرعة 65 كلم فى الساعة وقد تعطلت الحياة العامة تماما بسبب توقف وسائل السفر الجوي والبري والسكك الحديدية كما تعطلت خدمات الكهرباء والهاتف.. وقد أغلق مطار تشيناي أيضا منذ يوم الجمعة. وقد حذر خبراء الأرصاد الجوية من أمطار أشد في الأيام القادمة بسبب إعصار قادم عبر بحر البنغال في منطقة لم تتغلب بعد على خسائر الزلزال الإعصاري الذي اجتاح شرق وجنوب آسيا في ديسمبر الماضي. وقد أغلقت المدارس في ولايتي تاميل نادو وكرناتكا ويتم استخدام مبانيها حاليا لإيواء المهجَّرين. وقد غمرت مياه الفيضانات حتى مدينة باغلور عاصمة تقنية المعلومات في الهند تماما كما حدث قبل أسابيع في بومباي مما يظهر هشاشة البنية التحتية في الهند فهي لا تقدر على مواجهة الطوارئ. ومما زاد الطين بلة أن المدن الهندية تشهد توسعا عمرانيا فوضويا حيث يقوم المواطنون ببناء العمارات بدون تراخيص ويجرون تعديلات على المباني القائمة بدون إذن السلطات. وكانت شوارع وطرقات مدينة مثل بومباي قد تكدست لدرجة أن مياه الأمطار لم تجد منفذا حين انهمرت بمنسوب أعلى من المعدل.