أضحى دور القائد المؤثر ذا أهمية بالغة بالنسبة لتطور المنظمات الحكومية والخاصة في القرن الحادي والعشرين، الذي يشهد تطورات وتغييرات متسارعة في شتى المجالات، وهو ما يشير بوضوح إلى أهمية هذا الدور، وذلك يؤكده لنا التغيير المستمر في القيادات بالوزارات والإدارات الحكومية التي تواجه الإخفاق والصعوبات بقيادات أخرى مؤثرة وقادرة على الارتقاء والنهوض وإحداث التغيير حيث إن النجاح والتطور يتوقف كثيراً على دور القائد المؤثر. ويحظى القادة الفاعلون بالإدارات الخدمية باهتمام كافة شرائح المجتمع لما لهم من تأثير بتحسين الخدمات المقدمة لهم، وقد أصبح واضحاً في وقتنا الحالي أن الارتقاء والنهوض بالخدمات المقدمة للمجتمع من خلال المنظمات الحكومية والخاصة نتيجة طبيعية لفاعلية قياداتها ولذلك تحاول مختلف المؤسسات الكشف عن القدرات القيادية بين أفرادها والعمل على تدريبها لأداء دورها القيادي في تحقيق الأهداف التي تطمح في الوصول إليها، فالقائد الإداري الفعال يعد سلعة قيمة في سوق يتميز بالنقص في الكفاءات والسبب في ذلك يعود إلى عظم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه والتي لا يتحمل أعباءها إلا القلة من الأفراد ممن تتوفر فيهم خصائص القيادة. ولعل ما تشهده بلادنا مؤخراً من تطور لافت على مستوى القيادات الإدارية والتطور في أداء المنظمات الحكومية بالبعد عن الرتابة والجمود في أدائها خير دليل على أهمية دور القائد المؤثر حيث اتجهت الدولة إلى الاهتمام بانتقاء القادة المؤثرين وتطبيق المفاهيم الإدارية الحديثة التي تسهم في رفع مستوى التنمية. ولذلك فإن من يتطلع وينشد النجاح سواء في قطاعه الخاص أو على مستوى المنظمات الحكومية ليس له إلا البحث عن "القائد المؤثر".