حتماً ليس هناك من هو أكثر عطفاً وأكثر عطاء وصبراً وفهماً من الأم متى ما كانت هذه الأم بالطبع سوية! الأم هي الحب النادر في أجمل صوره وهي العطاء غير المشروط وهي القلب النابض المرهف. وبالطبع لكل قاعدة شواذ والحمد لله أننا في ديننا الإسلامي الحنيف نجد تلك التوصيات العديدة بالأم والبر بها وعدم نكران جهودها أو الإساءة لها ولو بكلمة "أُف". كنت اقرأ كتاباً بعنوان "نساء من الصين" و استوقفتني قصة أم مذهلة في عطائها يقابلها جحود ابن عاق بها. الكتاب فى مجمله كتاب رائع كتبته صحفية ومقدمة برنامج إذاعي ناجح ومن ضمن القصص المتنوعة عن النساء الصينيات، قصة لها عند قيامها بجولة لمقابلة الأمهات اللاتي يعملن في جمع النفايات أعز الله الجميع. وقفت الصحفية عند باب منزل إحداهن وسمعتها تغني أغنية روسية ثم تحدثت معها لتكتشف أن زوجها كان يدرس في روسيا وأنها تعلمت هذه الأغنية منه ولقد توفي زوجها قبل سنوات عديدة لتتولى تلك الأم تربية ابنها لوحدها والعمل في مهنة جمع النفايات ولقد بذلت كل ما في جهدها لتعليمه وتربيته. لقد سألت تلك الصحفية الأم عن ابنها وأين هو؟ ولماذا لا يقوم برعايتها كما فعلت هي عندما كان طفلاً؟ ولكن الأم رفضت تماماً الإجابة على أسئلة الصحفية مكتفية بالقول، أريد أن يكون ابني سعيداً مع زوجته وهذا يكفيني، لا أريد أن أشكل عبئاً عليه أو أن أكون سبباً لمشاكله. لقد حزنت تلك الصحفية كثيراً على هذه الأم واشترت لها علبة شوكولاتة روسية مرتفعة الثمن وقدمتها لها كهدية. وجلست تفكر كثيراً أين ابنها وكيف يجحد جهود والدته وينساها؟ لتأتي الإجابة بطريقة غربية بعد أن ُتدعى لحفلة في بيت شاب ثري لتجد أن من ضمن ما قُدم مع الشاي تلك الشوكولاتة الفخمة التي أهدتها لتلك المرأة!!.و لتكتشف فيما بعد ولتجد الإجابة عن سؤالها عن الابن. لقد أهدت الأم علبة الشيكولاتة لابنها الثري لأنه كان يحبها عندما كان طفلاً! لقد فضلت أن تبقى بعيدة عنه وعن حياته المترفة، وتبقى متوارية ترقب ابنها وحياته من خلف أكوام النفايات التي تعيش بينها ورغم كل شيء لم تنس تلك الأم حب ابنها للشوكولاتة! لمراسلة الكاتب: [email protected]